مولد الهادي
سمير عبد الصمد | الأردن
أيُّ سرٍّ شدَّ في الكون يقينَه
ملأ الدنيا سلامًا وسكينهْ
|||
حين ضجّت تشتكي أبناءها
أتخموها حسراتٍ وضغينةْ
|||
سلبوا البائسَ معنى عيشِه
والفقيرَ العبدَ قد زادوا شُجونَهْ
|||
تلكم الصحراءُ هزوا طهرها
فغدت تنفثُ أنفاسًا حزينةْ
|||
دفنوا طغيانَهم في رملِـها
وسقوا الروضةَ أحقادًا دفينةْ
|||
أمـةُ البيـدِ بها أميَّةٌ
تعبدُ الأوثانَ من صخرٍ وطينةْ
|||
أيُّ سرُّ أشرقت منه الدُّنا
أيُّ نورٍ، كلُّ نورٍ صار دونهْ
|||
إنه سرُّ الحبيبِ المُجتبى
رحمةُ البارئِ كي يبعثَ دينَهْ
|||
مولدُ الهادي سرى في مشرقٍ
فتجلّت فيه آياتٌ مُبينةْ
|||
أصبح الإسلامُ ركنًا خالدًا
للعقولِ النيّراتِ المُستبينةْ
|||
نشرَ الوعي وأحيا قِيَمًا
صار للتقوى أساساتٌ متينةْ
|||
وتساوى الناسُ في تشريعِه
وتحلوا بالمواثيقِ الرصينةْ
|||
وحَّدَ العالمَ في دستورِه
فحُقوقُ الكلِّ بالعدلِ مَصونةْ
|||
وسرى أحمدُ، يا نِعمَ السُرى
رحلةٌ تكشفُ أسرارًا ثمينةْ
|||
ها هي القدسُ دروبٌ للسما
ها هي الأنجمُ للمعراجِ زينةْ
|||
ها هو الأقصى مناراتُ هدى
مثلما مكةُ تزهو والمدينةْ
|||
أينما سرنا وقادتنا الخُطى
دينُنا الساطعُ يكفينا المؤونةْ
|||
في عُمانِ الخيرِ هذا نهجُنا
قد حفظنا الدينَ في أيدٍ أمينةْ
|||
وبها نحيا نسيجًا واحدًا
قادها للشطِّ ربانُ السفينة
|||
موطنُ الطيبِ تعالى صرحُهُ
بقلوبٍ نبضُها يحمي عرينَهْ
|||
نحن أحببناهُ حُـرًا زاهرًا
وعشقنا نخلَهُ معْ ياسمينهْ