روح القدس
الشاعر الأزهري محمد بركات
ضَاعَ الكَلَامُ سُدًى وَأُسْقِطَ فِي يَدِي
فَالمَدْحُ وَالمَمْدُوحُ فَوْقَ الفَرْقَدِ
///
مِنْ أَيْنَ أَبْدَأُ مِحْنَتِي وَخَضَارِمُ
الشعَرَاءِ بَاؤُوا بِالقُصُورِ المُجْهِدِ؟
///
مُذْ قِيلَ: قَدْ (بَانَتْ سُعَادُ) إِلَى هُنَا
مَعْنًى يَلِيقُ بِقَدْرِكُمْ لَمْ يُوجَدِ
///
لَوْ صَارَ حِبْرًا سَبْعَةٌ مِنْ أَبْحُرٍ
نَفِدَ المِدَادُ وَفِيكَ مَا لَمْ يَنْفَدِ
///
كَمْ ضَلَّ قَلْبِي فِي هَجِيرِ قَصَائِدِي
فَفَرَرْتُ أَسْعَى لِلْبَقَاءِ السَّرْمَدِي
///
اخْلَعْ بِطُورِ الحُسْنِ نَعْلَكَ خَاشِعًا
وَابْسُطْ قَصِيدَكَ بِالبِسَاطِ الأَحْمَدِي
///
مَا لِلْقَصِيدَةِ أَنْ تَخُونَ بَنَانَتِي
إِذْ كَانَ رُوحُ القُدْسِ فِيكَ مُؤَيِّدِي
///
فَمِنَ القَصَائِدِ نَفْثَةٌ مِنْ مَارِدٍ
وَمِنَ القَصِيدِ عِبَادَةٌ لِلْمُوجِدِ
///
الرُّوحُ وَالمَلَكُ الكِرَامُ وَعَرْشُهُ
وَالحَامِلُوهُ تَلِي مَقَامَ مُحَمَّدِ
///
أَغْرَوْكَ بِالمُلْكِ العَرِيضِ فَقُلْتَ: يَا
عَمَّاهُ مَا أَرْجُوهُ فَوْقَ السُّؤْدَدِ
///
لَوْ فِي يَمِينِي الشَّمْسُ وَاليُسْرَى بِهَا
قَمَرٌ.. هَلَكْتُ.. وَمَا مَنَحْتُهُمَا يَدِي
///
أَرْسَلْتَ رُسْلَكَ لِلْمُلُوكِ هِدَايَةً
وَلِعَالَمِيَّةِ دِينِنَا المُتَسَيِّدِ
///
وَجَوَامِعُ الكَلِمَاتِ صِدْتَ عُقَابَهَا
فَكَأَنَّ حَرْفَكَ غَيْرُ حَرْفِ الأَبْجَدِ
///
قَدْ سَبَّحَ اللهَ الحَصَى فِي كَفِّهِ
فَكَأَنَّهُ مُتَبَتِّلٌ فِي مَسْجِدِ
///
قَدْ أَنَّ جِذْعٌ لِلْفِرَاقِ، وَأَهْلُهُ
قَدْ فَارَقُوهُ بِقَسْوَةٍ وَتَبَلُّدِ
///
إِنْ قَالَ ذُو الإِشْرَاكِ: تَمْدَحُ غَائِبًا؟!
هُوَ نُصْبَ عَيْنِي فِي القُرَانِ بِمَشْهَدِ
///
لَوْ كُنْتَ حَاضِرَ قِبْلَتِي وَتَبَتُّلِي
لَشَهِدْتَ نُورَ مُحَمَّدٍ بِتَشَهُّدِي
///
أَنْتَ الَّذِي عَمِيَتْ عُيُونُكَ مَا تَرَاهُ
يَقُودُ مِلْيَارًا وَنِصْفَ مُوَحِّدِ
///
لَوْلَا اسْمُهُ الزَّاهِي يَزِينُ صَحِيفَتِي
يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الوَرَى لَمْ أَسْعَدِ
///
يَا نَاقِدِي كَيْفَ الوَفَا بِحُقُوقِهِ؟!
أَيُحِيطُ شِعْرِي بِالشِّهَابِ المُوقَدِ؟!
///
كَثُرَتْ أَسَامِي المُصْطَفَى وَلِكَثْرَةِ
الأَسْمَاءِ حُبٌّ لِلْمُسَمَّى الأَسْعَدِ
///
كُلُّ المَدِيحِ مُفَصِّلٌ مَا أَجْمَلَ
الـقُرْآنُ إِذْ مِنْ بَعْدِهِ لَمْ تَزْدَدِ
///
وَذُكِرْتَ فِيهِ كِنَايَةً وَصَرَاحَةً
بِـ«مُزَمِّلٍ» وَ«مُدَثِّرٍ» وَ«مُحَمَّدِ»
///
أذُنُ الزَّمانِ صَغَتْ بِكُلِّ ضَرَاعَةٍ
لِاسْمِ النَّبِيِّ يَضُوعُ مِنْ (فِي) المَسْجِدِ
///
وَهُنَا الحَقِيقَةُ فِي الكَلَامِ فَلَا مَجَازَ
وَلَا كِنَايَةَ فِي صِفَاتِ المُفْرَدِ
///
وَهُنَا صَلَاةُ الشِّعْرِ فِي حَرَمِ الهُدَى
مِنْ قُوَّمٍ أَوْ رُكَّعٍ أَوْ سُجَّدِ
///
أَسنَدْتُ شِعْرِي لِلْأَنَامِ رِوَايَةً
مِنْ فَرْطِ عِشْقِي لِلْحَدِيثِ المُسْنَدِ
///
كُلُّ المَدَائِحِ لَمْ تَزِدْكَ سِيَادَةً
وَسَمَتْ بِنَا فَوْقَ الزَّمَانِ المُنْشِدِ
///
مِسْكُ الخِتَامِ يَرُدُّ صَدْرَ قَصِيدَتِي
ضَاعَ الكَلَامُ شَذَا وَأَزْهَرَ فِي يَدِي
///
لِلنَّظْمِ فِيكَ حَلَاوَةٌ .. فَإِذَا الوَرَى
قَالُوا: انْتَهَيْتَ؟ أَقُولُ: لَا.. بَلْ أَبْتَدِي