حوار عالم الثقافة: المفكر الإسلامي محمد بن بوحجام الجزائري مع فتيات المستقبل

التّعريف بالشّخصيّة:

الاسم الكامل: محمد بن قاسم بن الحاج عمر ناصر بوحجام. ولدت بمدينة القرارة، ولاية غرداية، الجمهوريّة الجزائريّة  الدّيمقراطيّة الشّعبيّة،  شهر صفر 1370ه، يوم: 03 من نوفمبر 1951م.. درست المرحلة الابتدائيّة في مدرسة الحياة بالقرارة. استظهرت القرآن فيها يوم 21 من أوت 1966م.المرحلة الثّانويّة درستها في معهد الحياة (القرارة).. أمّا المرحلة الجامعيّة ففي جامعة الجزائر، وكذا الدّراسات العليا، تحصّلت فيها على شهادات: اللّيسانس والماجستير والدّكتوراه ( تخصّص أدب ولغة عربيّة). تحصّلت على دبلوم الدّراسات الإسلاميّة من معهد الدّراسات الإسلاميّة في القاهرة بمصر.. درَّست في مدرسة الهداية الابتدائيّة بالجزائر العاصمة، ثمّ في معهد الحياة الثّانوي بالقرارة، وفي جامعة باتنة، قسم اللّغة  والأدب العربي. وفي كليّة التّربيّة بنزوى، سلطنة عمان. ودرجتي العلميّة أستاذ التّعليم العالي.

 

كنت عضوا في الهيئات الآتية:

المجلس الشّعبي البلدي، لمدينة القرارة.

لجنة قسمة حزب جبهة التّحرير الوطني بالقرارة.

اتّحاد الكتّاب الجزائريّين (فرع ولاية غرداية).

مكتب الرّابطة الجزائريّة للفكر والثّقافة.

***

الآن عضو في الهيئات والمؤسّسات الآتية:

رئيس جمعيّة التّراث، ومدير مجلّة الحياة..

رئيس المجلس العلمي لكليّة المنار للدّراسات الإنسانيّة.

عضو المجمع العلمي لمعهد المناهج، الجزائر العاصمة.

عضو هيئة تحرير مجلّة العربيّة (المجلس الأعلى للّغة العربيّة الجزائري).

عضو إدارة عشيرة البلات (القرارة).

عضو جماعة باتنة.

لي أزيد من سبعين مؤلّفا، نشرت في كثير من الدّوريّات الجزائريّة وغير الجزائريّة.

شاركت في عدّة ملتقيات وندوات وطنيّة ودوليّة. وأنا حاليًّا متقاعد.

***

ما هو الدّافع الذي جعلك مهتمّا بالمطالعة؟

ج: المطالعة هي الأساس في التّكوّن، من دونها لا يمكن الحصول على المعارف والعلم الصّحيح.. الدّروس المقدّمة في فصول الدّراسة لا تكفي، لابدّ من تخصيص أوقات خارج برامج المدرسة للزّيادة في التّكوّن بالمطالعة.. ومن دونها لا يمكن إجادة الكتابة والتّحرير والتّعبير..؛ لأنّها تُطلِعُ المطالِع على الأساليب المختلفة في الكتابة، وتعرّفه بطرق تناول الموضوعات وتحريرها.. من دونها لا يمكن الاندماج في المجتمع والمشاركة فيه بقوّة، وبما يقدِّم فوائدَ ونصائحَ وتوجيهات وإرشادات له.. هذه بعض الدّوافع التي جعلتني أهتمّ بالمطالعة.

***

 

قدّم لنا بعض النّصائح والفوائد عن المطالعة ، بحيث تشجّع الآخرين عليها؟

ج:  أ ـــ يجب اختيار الكتاب المناسب لمستوى الطّالب أو التّلميذ، يختاره هو بنفسه أو يختاره له معلّمه أو وليُّ
     أمره..

ب  ــــ يختار المطالِع الموضوع المناسب للمطالعة والوقت المناسب والمكان المناسب، ( قد يتمّ هذا بتوجيه
         غيره له) حتّى يطالع بتركيز، وبوعي كامل؛ ليفهم ما يقرأ، ويتفاعل معه، بذلك يستفيد أكثر..

ج  ـــــ يكون معه  – دائمًا – دفتر يسجّل فيه الكلمات التي لا يعرف معناها، فيبحث عنها.. ويكتب الأسئلة  
          والإشكالات التي تخطر بباله، فيسأل عنها مَنْ يعطيه الإجابة الصّحيحة عليها.

د ـــــ دفتر آخر يسجّل فيه الحِكَم والأشعار والأقوال التي تعجبه، أو يراها مهمّة.. ليحفظها أو يرجع إليها حين           
        يحتاج  إليها…. هذا العمل يزيد في معارفه وثقافته.

هـ ــــــــ دفتر آخر يلخّص فيه – بأسلوبه  – ما يقرؤُه، وما يفهمه من الكتاب: أدبًا (قصّة أو رواية أو شعرًا أو
            خواطر..) أو كتابًا علميًّا أو تاريخيّا أو شرعيّا..، أو كتابًا مكمّلا لمقرّرات الدّراسة.

و ـــــــ تطبيق ما يقرؤه وما يطالعه؛ بتحرير أسطر(خاطرة أو مقالة أو رسالة أو غيرها…) ليتدرّب على   
         الكتابة منذ الصّغر.. ويعرض ذلك على من يصحّحه له ويوجّهه.

***

ما هو سبب تخلّي النّاس عن المطالعة؟

ج ــــــ هناك أسباب عديدة، منها:

      أ ــــ  عدم معرفة حقيقة المطالعة وقيمتها وفائدتها.

      ب ـــــ نقص في التّوجيه والإرشاد من المسؤولين.

      ج ــــــ عدم تخصيص برامج خاصّة للطّلبة والتّلاميذ في مناهج الدّراسة للمطالعة الموجّهة.

      د ـــــــ ميل النّاس إلى الكسل والرّاحة، وعدم إدراك أهميّة التّكوّن، وكيف يكون..   

      ه ــــــ انشغال النّاس بالمادّة، والاشتغال بالملهيات كالرّياضة غير الموجّهة، والانصراف إلى استعمال
                  الأجهزة الإلكترونيّة من دون ضوابط وقواعد، .ولا أهداف محدّدة مفيدة…

      و ـــــ اللّجوء في التّعلّم والتّكوّن إلى الوسائل التي لا تحتاج إلى بذل جهد، ولا تسبّب تعبًا وإرهاقًا.. بينما المطالعة فيها بذل جهد، فيها إرهاق، فيها تعب.. لكنّ العلم الذي يبقى راسخًا في الأذهان، ويفيد الإنسان.. هو ما تتعب في طلبه العقولُ والأبدانُ، وما  يأتي نتيجة بذل جهد…

***

كيف نفرّق بين الكتاب المفيد وغير المفيد؟

     ج ـــــــ هناك ضوابط كثيرة، منها:

     أ ـــــ   يمكن الاستعانة بمن يقدّم هذا التّوجيه، من المعلّمين والمربّين والآباء والأمّهات…

    ب ـــــ كثرة الاحتكاك وممارسة القراءة، وحضور مجالس العلم، والالتقاء بالعلماء والمشايخ، ومن له
                  تجارب في الحياة.

     ج ـــــ استشارة المتخصّصين  في كلّ فنّ وعلم..

***

لماذا تؤلّف الكتب، ما دام النّاس لا يريدون المطالعة؟

      ج ــــــ أ ـــــ إذا لم يُؤلِّف الكُتَّاب ولا تُنشر الكُتُبَ، فمن أين تقرؤون؟

      ب –  عدم الإقبال على المطالعة حالة مرضيّة، تحتاج إلى علاج، هذا العلاج يكون بأمثال هذه الأسئلة
                 التي عرضتموها، التي تدلّ على الاهتمام.. إذ هي تبحث عن أسباب عدم الإقبال على المطالعة،
                 فتُقترح لها الحلول المناسبة..انطلاقًا من هذه الأسئلة.

      ج ـــــــ ما دمتم قد آمنتم بأهميّة المطالعة، وحرصتم على الحصول على توجيهات وإرشادات في هذه
                    النّقطة..  – أكيد أنّ أمثالكم موجودون في عديد الأماكن –  فهذا دليل على أنّ المطالعة لا تزال
                    تحتلّ مكانة في اهتمام النّاس، هذا ما يشجّعنا على الاستمرار في التّأليف لأمثالكم الذين
                   تُقنِعون الآخرين بأهميّة المطالعة وضرورتها؛ بسلوككم وممارساتكم الإيجابيّة..في هذا التّصرّف يكمن علاج الظّاهرة
                 السّلبيّة.. لهذا نقول: إنّ عدم الإقبال على المطالعة حالة مرضيّة، أي هي حالة عرضيّة..تزول بالعمل الجاد والمعالجة
                   الصّحيحة الـمُرْضِية..

***

هل نقص المطالعة سبب في انتشار الأفكار والعادات السّيّئة؟

ج ـــــ  لا شكّ أنّ هذا النّقص من جملة الأسباب التي أدّت وتؤدّي إلى ظاهرة انتشار الأفكار غير الصّحيحة والعادات السّيّئة..والتّيّارات الهدّامة..؛ لأنّ عدم القراءة أو النّقص فيها، معناه انتشار الجهل، ونقص الوعي، ينتج عنهما خلل في القلب والعقل، يفتحان المجال للفراغ القاتل، الذي يفرز فسادًا في كلّ الأصعدة، مظاهره: خلل في التّفكير، وعدم التّفقّه في الدّين، وسوء في التّدبير، و تخبّط في التّخطيط، وتيه وحيرة في الحياة…

كلّ هذا يحصل ثمرة خبيثة للضّعف في الحصيلة العلميّة، فيظهر الفرد – أو الجماعة – بذلك في مظهر البعيد عن الثّقافة الأصيلة، ما يجعله فاقدًا لقواعد البناء الحضاري التي تضمن التّفكير الحسن، والسّلوك السّويّ، والتّمييز بين الطّيّب والخبيث، والصّالح والفاسد.. في كلّ شيء، وعلى رأس كلّ ذلك  الفكر الصّحيح، الذي يبعد الفرد عن الأفكار غير الصّحيحة والعادات السّيّئة والتيّارات الهدّامة…هذه النّتيجة الطّيّبة هي من ثمرات المطالعة الموجهّة توجيهًا حسنا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى