نُريدُ الْحُبَّ لا أَكْثَرْ

 عبد الصمد الصغير | تطوان – المغرب

أَنـا يَـا نِـسْمَـةَ الْعَـنْبَـرْ
دَمٌ مِنْ قِـطْـعَةِ السُّـكَّـرْ

أَيَـا قَـلْبي الَّذي يَمْـشِي
وَ يـا شِـعْري بِـما عَـبَّـرْ

أمَـا مِـنْ سَـامِـعٍ بَـثِّـي
أَما مِِنْ ثـابِتٍ ما اغْتَـرْ

وَ ما مِنْ واحِدٍ يُصْـغِي
إِلى صَمْتٍ وَ مَا يُضْمَـرْ

إِلـى طِـفْـلٍ إِذا يَـبْـكي
إِلى سُـؤْلٍ إِذا يُـنْـهَــرْ

فَـلَا شَيءٌ سَـلا قَـلْـبِي
سِـوى حُـبٍّ بِـهِ أُغْـمَـرْ

سِـوى رَبٍّ لَـهُ أَدْعُـــو
أَرَى خَـلْـقـاً بِـهِ أَعْــثَـرْ

أَيـا قَـلْبـاً بِـمـا يَـهْـوى
أَلا فَاصْبِرْ عَلى مُـنْكَـرْ

فَـلَـنْ تَـبْـقى كَـما ظِـلُّ
كَما عُشْبٌ فَلا يَخْـضَرّْ

وَ لَـنْ تَرْسُـو عَـلى بَـرٍّ
وَ لَنْ تَـأْتي مِنَ الْمَعْـبَرْ

فَهَلْ تَشْقى لِكَيْ تَلْـقَى
نِـهاياتٍ … بِـهـا تُـقْـبَـرْ

لِـكَيْ تَـبْكِي عَلى عُمْـرٍ
عَـلى رَبٍّ بِـمـا أَخْـبَـرْ

فَكَـمْ مِـنْ ظـالِمٍ يَفْـنى
وَ كَمْ مِنْ خاشِعٍ يُؤْثَـرْ

أَيـا مُـسْـتَـغْـرِبـاً مِـنِّـي
أَنَـا مِـنْ مُـظْـلِـمٍ أَقْمَـرْ

إذا مـا فــاتَـنِـي غَـيْـمٌ
أَرى مِنْكِ الْهَوى أَمْطَـرْ

فَيا هَبَّـةَ الْـهَوى شُكْـراً
فَـقَلْبي قَـدْ غَـدا أَخْضَرْ

وَ يـا مَـنْ تَـنْـجَلي لَـمّـا
عُيُوني تَشْتَهي الْمَنْـظَرْ

فَـهَـلْ أَنْـتِ الْهَـوى أَمْ لَا
وَ هَـلْ أَنْـتِ الَّتي تَظْهَـرْ

وَ هَـلْ أَرْضٌ بِـلا حَـرْثٍ
نَـرى شَـيْئـاً بــهـا أَثْـمَـرْ

عَـلى الْإيـقاعِ مِـنْ رِيـمٍ
رَقَصْنا رَقْـصَ مَنْ يُنْحَرْ

عَلى بَعْضِ الْمُـنى نَحْيا
عَـلى وَعْدٍ ، فَـلا يُـذْكَـرْ

أَيا شَمْسي الَّتي تَمْـشِي
وَ يـا مَـوْجـاً إِذا يُْـمْخَـرْ

وَ يا سَلْوى أَنـا النَّـجْوى
أَنـا فـي خَـدِّكِ الْأَحْــمَـرْ

أَرانـي واضِـحَ الْمَـعُـنـى
أَراني فِـيـكِ قَـدْ أَسْـكَـرْ

أَريدُكُ في خُطى عُمْرِي
أَريـدُ الْحُـبَّ … لا أَكْثَـرْ

فَأَنْـتِ الْأْرْضُ إِذٔ تُـسْقى
وَ عُمْري فِيكِ قَـدْ أَزْهَـرْ

وَ أَنْتِ الرِّيحُ ، إِنْ هَـبَّتْ
هَــوى صَـبٍّ بِـهِ أُغْـمَـرْ

فَـيا عَـيْـنِي …أَلا كُـفِّـي
دُمُوعـاً ، جَـفِّـفي أَشْفَـرْ

وَ يـا أَهْـلي وَ يـا نـاسِي
وَ يـا قَـلْـبِـي إِذا يُـؤْمَـرْ

أَرى نَـفْـسِـي إِذا تَـهْــوى
تَـرى حُـبِّـي هُـوَ الْأَجْـدَرْ

كَـمـا مُـلْــكٌ إِذا يُـغْــرِي
كَـما جَـيْـشٌ فَـلا يُـقْـهَـرْ

لِمَـنْ تَـشْكينَ يا عُـمْرِي؟
أَصَـبْــراً رَيْـثَـمـا تَـظْـهَـرْ

نُـبُــوءاتُ الْـهَـوى حَـقّـاّ
وَلَيْسَ كَما الرُّؤى تُضْمَرْ

وَ لَـوْلا اللّٰـهُ فـي حُـبِّـي
لَما عَـاشَ الْـهَـوى أَكْـثَرْ

لَـمَـا بـانَـتْ لَـنـا هِـنْـدٌ
وَ لا سَلْـمَى وَ لا كَـوْثَـرْ

وَ لا رِيــمٌ عَـلَى قَـــاعٍ
وَ لا شَـكْـلٌ وَ لا مَنْـظَـرْ

كَـمـا ظِــلٌّ بِـلا نُـــورٍ
كَـما شَـهْـدٌ فَـلا يُـعْـصَرْ

أَرى قَـلْـبـي بِـلا عِـشْـقٍ
كَـمـا بَـيْـتٌ إِذا يُـهْـجَــرْ

وَ إِنِـي فِـيـكِ ما أَحْـيَـا
وَ إِنِّـي فـيكِ مُـسْـتَعْـمَرْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى