خذني إليك
بقلم: ياسمين كنعان
تأخذني من يدي، تسرقني لحظات من حزني، تخرجني من شرنقة اليأس، تقول:كل هذا الجمال لغة، كل هذه العصافير كلمات، كل هذه البراعم، كل حبات الندى حروف.
وأقول لك ثم ماذا تقول بحماس مثير اكتبي واكتبي واكتبي لغتك جميلة وتصير أجمل حين تلملم الضياء، حين تلتقطت الاشراقات، حين ترتشف حبات الندى عن الأقحوان، وأقول لك بقلب أكله الضجر مثل تفاحة، ثم ماذا ولماذا…كأنك لم تنتبه بعد أني رهينة الحزن، حبل حريتي اقصر من إبهام يدي، لا وقت عندي لأتأمل وردة نبتت على كتف الشارع، لا متسع من الصبر كي أدخل في قشرة شجرة زيتون أو دالية، مزاجي لا يصلح لكتابة رسالة طويلة أقول لك فيها كم كانت محبطة ومثيرة للسخط والملل تلك الأيام التي لم تكن فيها، كم كانت قاسية تلك الساعات التي قامرت فيها على مجيئك إلى أن هدني التعب وأفلت حجر الحظ ونجوت من كل الاحتمالات العقيمة، نجوت من صور شتى رسمتها لك واحدة منها وأنت تنفق ساعاتك وتفتح كفك على وسعها وتهدر الوقت بلا رحمة، وأنا أنتظر كما هي عادتي دوما على حافة انتظار ما، على حافة أمل ما، حتى انهارت الحواف كلها وابتلعني في جوفه العدم، لن أكتب لك؛ محوت كل هشاشتي بلمسة إصبع، كأنك ما كنت كأني ما كتبت؛ الآن أصغي لانسكاب السماء على الأرض،لأنين القطرات، لا أفكر بالطريقة التي سأقتلك فيها في شتاء آخر، لا يصلح الشتاء لارتكاب مجازر النسيان؛ ربما في موسم آخر، سأبحث في كل شرائع الله عن موسم يصلح للنسيان والقتل، ليس الآن طبعا؛ لكن سيكون حتما في موسم قادم..!