الناس في بلادي

عبد الرحمن القشائي | اليمن

لدينا في اليمن، محاربون طازجون.. توقف كل شيء في العالم ، شُلّت حركة العالم تماماً..وبقيَ ذلك المقاتل بشحاطته تماماً.. يركض، يهتف ، يحفر خندفا ويمسح جبينه بطرف الكُم، لا كمامات ولا معقمات سوى ما يدهنون به الرصاص…ويلمّعون به ذخيرة الموت… بينما العالم يعيش الشلل، هم هناك تنمو لهم المزيد من الأطراف وتنشط بداخلهم -أبَنة- القتل أكثر من ما سبق..

في هذه الجهة التي خلت من الوباء تماماً، يتوقف كل شيء عن العمل وتبقى وحدها شغّالة من بعيد آلة الدمار والقتل..

لا أعلم ما الرابط المشترك في البشرية بين المصيبة، والمّحن.! في هكذا أجواء يحتاج أن يذهب الناس إلى التعقل..لكن ليس هذا أبدا منطقيا عند هكذا نوعية من البشر….

وفي حقيقة المنطق فإن المُصيبة تشكل دافعاً كبيرا للغريزة وهياجها وتأخذ البشر إلى المزيد من الكارثية..فيلجأ المعظم إلى ما يناسبه وماهو أقرب إلى فعله، فالمعظم من تقوده انفعالاته إلى تفريغ ذلك بالجنس والتكثيف من ممارساته دون التكيّف بشكله الأسلم…

ومنهم من يذهب بعيدا نحو التوحش السلوكي واستنساخ الطابع الحيواني ..ومنهم إلى جهة الحرب..على اعتبار أن الحرب شهوة بالأساس..

أنا أقول إما أن تحل القيامة دفعة واحدة، أو أن جحر الحمار الداخلي هذا الذي نعيش فيه مريح جدا..!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى