غنِّي بموتكِ لا

 

القس جوزيف إيليا

 

إلى الشّهيدة المغنّية التّركيّة الكرديّة اليساريّة ” هيلين بوليك” الّتي أضربت عن الطّعام حتّى الموت احتجاجًا على الطّغيان والقهر والظّلم فلا للطّغيان حيثما وجد ولا للظّلم حيثما شاع


بغناءِ ” لا ” هُزّي سجونَ الصّمتِ

وافْنِي شياطينَ الرّدى والكبْتِ

 

” لا ” تُرهِبُ الباغيْ وترجُمُ سمْعَهُ

ولهُ تقِضُّ رقادَهُ في التَّخْتِ

 

” لا ” تشتهيها أذْنُ أرضٍ لوِّثَتْ

بكلامِ زَيفٍ كلُّهُ مِنْ زِفْتِ

 

” لا ” موجُها طاغٍ يخيفُ شواطئًا

يبِستْ بها عطَشًا عروقُ النَّبْتِ

 

غنِّي بموتِكِ : ” لا ” لسكّينٍ بها

قُطِعتْ لحومُ شعوبِنا في طَشْتِ

 

يا من بشدوِكِ ” لا” هزمتِ قصائدًا

نُقِشتْ قوافيها كنقشةِ نَحْتِ

 

ثوري على زمنٍ رديءٍ فيهِ قد

سقطتْ جواهرُنا على الأسْفَلْتِ

 

نشَفتْ سواقينا وتاهت دربُنا

ولأنتِ فيكِ نرى رجوعَ السَّمْتِ ١

 

أشبعتِ جوعَ النّاسِ حطّمَ عزْمَهم

وشبِعتِ حين عن الّلذائذِ صُمْتِ

 

مَنْ قالَ : إنّكِ جثّةٌ مدفونةٌ ؟

كذَبَ الّذي قد قالَ : إنّكِ مُتِّ

 

زيدي حياةً لا يُقَصُّ جَناحُها

إنَّ الّتي طارت سعيدةُ بَخْتِ

——–

١- السَّمْت : الطّريق الواضح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى