مِحْنَةُ الأَلوان

معين شلبية | فلسطين

هُــنـــــــــــاكَ..

خَلْفَ البحارِ العتيقَة

لاْ سَنَا قُرمزيٌّ يَرْبِضُ خلفَ الزَّحامِ

لاْ نوارسَ تُؤَثِّثُ عُشَّ النَّدَى

وَلا هواءَ يُحَرِّكُ فِيَّ الصَّدَى.

لِيْ خلفَ البحارِ بحارٌ

وَليْ وردةٌ فيْ مرايَا الكلامِ

وَفَناءٌ مرجعيٌّ يحملُ خيطَ المَدَى

يَدِي علَى ساحلِ الجَسَدِ المخيَّم

وَيدِي الأُخرَى نواحِي الرُّكام

فَاخرُجوا مِنِّي لتَعْبُرَ خُطوَتِي

رُويداً رُويداً، ثُقوبَ الخِيَام.

لَمْ يَبْقَ بِيْ جُرْحٌ يُذاكِرُني

كَيْ تُراوِغَ مُهجتِي مِنِّي عَليَّ

لَمْ يَبْقَ بيْ رَجْعٌ لِيَخْمِشَ

كُنْهَ مَأْساتِي القَطيعَة.

خَبَّأْتُ فيْ صِوَرِ الكآبةِ دمعَهَا

لأَسْبُرَ مَا وراءَ الموْت

لَمْ أَجِدْ فيهِ الخَلاص!

فَالذِّكرياتُ تَفِرُّ مِنْ هَلَعِ الكتابةِ

حِينَ يَأْخُذُنِي المخَاض؛

لَمْ أَجِدْ فيهَا الخَلاص

وَأَنا هِبَةٌ مِنْ خيولِ الغَيْبِ

لَيْسَ فِيَّ سِوَى مَراثٍ كنَّسَتْهَا الآلهَة

نَفْحٌ تَشَظَّى عَلى شَهْقةِ النُّوْرِ المُغَطَّى بالإِيمَاض.

طَاْلَ انتظارِي فيْ سماءِ الفاجِعَة

طَاْلَ انتحارِي

كَنحلةٍ عَطْشَى تُجَرْجَرُ

فيْ شوارعِ لونِهَا المقتُول

كَفراشةٍ حَلَّتْ ببرزخِ الأَحلامِ

حَينَ تُطْمَسُ الأَحلامُ

وَالحُلْمُ بَتوُل.

طَاْلَ طَوافِي فيْ منابعِ نورِهَا

وَنورُهَا قمرٌ ضبابيٌّ

تَلَظَّى بنارِ الثَّلجِ

والأَوهَام.

يَبُسَ الكِمَام

وَناحَ طالعُ الأَحزانِ فيْ دمِّي

فَاترُكِي كفَّيْكِ مرآةً علَى حُلُمِي

يَكادُ الحُلْمُ يُشْبِهُنِي

وَأَنَا المحاصَرُ فيْ ظِلالِ اللهِ

عَلَى وَردةٍ يائِسَة.

لاْ تهجُرينِي حِينما يخبُو الضِّيَاء

لَمْ يَبْقَ ليْ منفَى يُعاوِدُني

وَلا وطنٌ يحدِّقُ فِي العَراء.

عَلَى جَسَدِي تَطْفُو حَيْرَةُ الأَلوانِ

وَالرُّوحُ تَفْتَحُ بابهَا للرِّيحِ

عَلَّ الرُّوْحَ

تَخلَعُ جسمَهَا الصُّوفيَّ

فَالدُّنيَا خُـــوَاء

لاْ تَرْضَعِي بُؤْسِي الـمُرَاق

فَهَذِي الأَرْضُ ثانيةً

تُهَرْهِرُ كَرْبَلاء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى