لماذا لا توجد مدرسة سياسية عربية؟!
شوقي العيسة | فلسطين
في الدول التي تحكمها مؤسسات ولديها تاريخ متواصل في العمل السياسي كدولة، تتكون لديها مدرسة سياسية وفكر سياسي مبني على مصالح الدولة ويرتكز على التخطيط الاستراتيجي.
في العالم اليوم توجد مدارس سياسية في مختلف مناطق العالم. هناك المدرسة الصينية والروسية والأوروبية والأمريكية والإيرانية والتركية والصهيونية. كلٌّ لها ميزاتها.
و للاٍف لا توجد مدرسة سياسية عربية منذ انتهاء عصر العباسيين والأمويين. بل كانت محاولات وفشلت مثل عبد الناصر والبعث العراقي والسوري.
حتى تكون وتتطور المدرسة السياسية والفكر السياسي يجب أن يكون هناك دولة بمؤسساتها وقدراتها الاقتصادية والعلمية، وشعب يتحرك ويتصرف كمجموعة تجمعها مصالح مشتركة وحضارة مشتركة.
نحن العرب ليس لدينا دولة، لدينا قطع جغرافية متلاصقة ومتناحرة فيها مجموعات يتحرك أفرادها كأفراد ويحكمها أفراد يلعبون دور حراس المحميات لخدمة الآخرين.
والأخرون يقررون لهذه المحميات، من يحكمها وكيف يحكمها، ويقررون لنا مناهج مدارسنا. وكيف يدار اقتصادنا ليبقى تحت هيمنتهم.
عندما نفكر كشعب وليس كأفراد نبدأ مسيرتنا ويتحول كل منا من نعجة جرباء افردها القطيع إلى مواطن يفهم أنه جزء من مجتمع وجزء من شعب ومن حضارة واقتصاد مشترك ومستقبل مشترك. حينها سنفهم علوم السياسة ونطور مدرستنا السياسية.
الحركة في الطبيعة دائمة ولا مكان للسكون فيها. وكذلك في السياسة لا وجود للسكون. امبراطوريات تزدهر ثم تنهار ويزدهر غيرها. خلال ازدهارها لا تستكين لحكم محمياتها بشكل كلاسيكي بل تطور أفعالها وأساليبها باستمرار لتبقي على محمياتها متصارعة تحت جناحها وسيطرتها. تغير حكامها وحدودها، احيانا تقسمها وأحيانا تجمعها وتغير العداوات والصداقات بينها، لتبقيها تحت سيطرتها لأطول وقت ممكن.
الآخرون في السنوات الأخيرة بدأوا تنفيذ مخططات استراتيجية بعيدة المدى في منطقتنا تضمنت تقسيم العراق وسوريا والسعودية والعمل لا يزال جاريا. وما نشهده من أحداث يومية في أماكن مختلفة. إذا فكرنا فيها بشمولية نجدها كلها مترابطة.