أقول نعم

 

فايز صادق | مصر

هل لى إذا نادت عيونك

أن أقول سوى نعم؟

وفم الصباح الحلو يشدو بالنَّغم

والشَّمس تشرق بين عينيك الوضيئة

كانشقاق الفجر من ثوب الظلم

عيناك أول نجمتين

سهرت أشكو الشوق من شغفٍ بها

منذ التقينا فوق شطِّ الحلم

فى وجدٍ عرم

وقرأت فيها ما يسطِّره القضاء بصفحتى

وعشقت فيها الحلم

أبلج ناصعا

فى كوب ريٍّ قدَّمته

يدٌ تعيد النَّبض فى الصَّدر البرمْ

عيناك ضوء بحيرتين رقيقتين

تقاسما وهج السَّماء

وعذب رقرقة الجداول

إذ تهادى الوجد فيها وانسجم

عيناك محض تساؤلٍ

يمحو الغشاوة من هشير الدرب

كى يبدو الغروب

ملوَّنا بشذى المروج الفاتنات

مقبِّلا وجه النسمْ

عيناك متن قصيدة وردية

ومدادها من عسجدٍ

تحكى احورار البدر فى تشطيرها

ويميل نبض القلب فى تنغيمها

ونسيمها أحيا الفؤاد من العدمْ

عيناك سحر يمامةٍ

رحلت على ظهر الغمام ولم تعد

تركت ضميرا

فى الهواء معلَّقا

يستحلف النَّجمات

أن تأتى بها

والطَّير يشكو للغصون غيابها

وحمائمٌ تشدو مع النَّايات

رنَّات الألمْ  

عيناكِ أول باقتين

أضاءتا بالحبِّ خطَّا

للسَّعادة بيننا

تبدو عليه سفائنٌ ونوارسٌ

وأرائكٌ يهفو إليها القلب

فى شغفٍ علا

فوق السَّحاب محاذيا

تيه القممْ

عيناكِ آخر بسمتين

تعطَّرت بأريجها الفتَّان

ذاكرة المسافر تاركا

آلاء خيراتٍ حسانٍ

يصطلى لهفا عليها قلبه

فى واقعٍ لم ينحسمْ

عيناك طيف رسائلٍ

تصف اللقاء أرائكاً

غيداء فى عليا الجنان

وجدولا ينساب يطفئ

شوق قلبٍ يضطرمْ

عيناك سمت براءتين

أزالتا وجعا بقلبٍ راح يحكى نبضه

كيف التقينا فوق أبراج المنى

ثم افترقنا فى ضرامٍ يحتدمْ

تشتاقها يا قلب منذ فراقها

ما زلت تؤمن أنَّها

من حق نبضك أن تكون وريده

طفلٌ بصدرى أنت

يلهو عابثا لم ينفطمْ

عيناك فرحة عائدٍ

نحو اللقاء قد انتشت

فى النفس أسراب التَّمنى

سابحاتٍ فى بروج الحلم

تنذر مثقلات همومنا أن تنصرمْ

عيناك حزن غمامةٍ صيفيةٍ

لم تنذرف دمعا على صفحاتنا

لتزيل ما قد سطَّرت أقدارنا

فوق الجباه وفى الشفاه من الوجم

عيناك رحلة تائهٍ

بين احورار شرودها وندائها

فأصابه سقمٌ بها

سكب التَّشوق فى الحنين

على الجروح لتلتئمْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى