وطني ليسَ مسيحاً منتَظَر
سليمان دغش
سَقَطَ القَمَرْ
وَتَناثَرَتْ في الرّيحِ أوْراقُ الشَّجَرْ
كُلُّ الكَواكِبِ ضَيَّعَتْ عِنْوانَها
وَتَساقَطَتْ دَمْعاً عَلى دَرْبِ السَّحَرْ..!!
سَقَطَ القَمَرْ
وَحَبيبَتي ابْتَعَدَتْ كَعُصفورٍ يُسافِرُ تَحْتَ زَخّاتِ المَطَرْ
فَإِلآمَ يا وَطَني السَّفَرْ …؟
وإِلآمَ يَسكُنُني الرَّحيقُ
إِلآمَ يَذْبَحُني الرَّحيقُ
إِلآمَ يَبْتَعِدُ الزَّهَرْ..؟
وَإِلآمَ تَبْقى آهِ يا وَطَنَ الدُّموعِ عَلى صَليبِكَ نازِفاً
طِفْلاً يَمُدُّ يَدَيْهِ للدُّنيا وَيَصْرُخُ:
يا بَشَرْ ..!!
وَإِلآمَ تَبْقى آهِ يا وَطَني مَسيحاً مُنْتَظَرْ.؟!
سَقَطَ القَمَرْ
وَأَنا تَعِبْتُ مِنَ السَّفَرْ
وَتَعِبْتُ مِنْ سُفُنِ الدُّموعِ تَتيهُ في بَحْر السَّهَرْ
قَلْبي كَدورِيٍّ تَنَفَّرَ حينَ واجَهَهُ الخَطَرْ
فَجَناحُهُ فَوْقَ اللهيبِ مُحَرَّقٌ
وَجَناحُهُ الثّاني يَرفُّ عَلى وَتَرْ..
ماذا يُخَبِّئُ لي القَدَرْ؟
ماذا يُخَبِّئُ لي وَقَدْ تَرَكَتْ أَصابِعُهُ عَلى قَلْبي حُفَرْ..
لا شَيءَ بَعْدَ المَوْتِ فَامْنَحْني كَفَنْ
لا شَيءَ بَعْدَ المَوْتِ يا قَدَري
فَهَلْ في المَوْتِ تَمْنَحُني وَطَنْ ؟!
سَقَطَ القَمَرْ
وَتَناثَرَتْ في الرّيحِ أَوْراقُ الشَّجَرْ
كُلُّ الكَواكِبِ مِنْ دَمِي أَشْعَلْتُها
فَأَضَأْنَ مِنْ جُرْحٍ عَلى شَفَتي اسْتَعَرْ..
لَمْ يُخْمِدِ الليْلُ الطَّويلُ نُجومَنا
أَبَداً..قَدْ ازْدادَتْ شَرَرْ
لا خَوْفَ إِنْ كانَ الصَّليبُ طَريقَنا
إِنَّ المَسيحَ عَلى الصَّليبِ قَد انْتَصَرْ…