الملحمة العُمانيّة (1)

محمد عليبة | شاعر مصري مقيم في سلطنة عُمان

 

أملَتْ ملوكُ الجنِّ شاردَ حرفِها
فعصرتُ من خمرِ البيانِ حلالَـهْ

///

ما كانَ هوميروسُ أعظمَ كاتبٍ
لو لم تكنْ يونانُهُ مختالَةْ

///

لكنَّ لي سبقاً عليهِ فإنني
عانقتُ في ولادةٍ أطلالَهْ

///

الليلُ يكتبُ بالمآسِي رحلةً
و يدُ النهارِ تذودُ عنهُ بسالَةْ

///

أشعلْ بخورَ الفاتحِينَ كرامةً
أصلٌ كريمٌ ما غَزتْهُ نذالَةْ

///

أذِّنْ هنا (المضمار) أمنعُ قلعةٍ
فالكلُّ يحيِي بالأذانِ بلالَهْ

///

أذِّنْ و ضاعفْ أجرَ أعظمِ مازنٍ
واتلُ القُـرَانَ مجوداً بإمالَةْ

///

ملكَ الصباحِ الهاشميُّ قلوبَهُم
متواتراً ما عدَّدوا أفضالَهْ

///

لانُوا لجنبِ اللهِ لينَ توددٍ
و استمسَكوا بالحقِ خيرِ رسالَةْ

///

مدحِوا مِن المعصومِ أطهرَ مَن دعَا
فإذا بِهِم قلباً يعظِّمُ آلَـهْ

///

بلِّـغْ سلامِي للحبيبِ فليتني
قد كنتُ تُربَاً حيثِّ حطَّ نعالَـهْ

///

صبتْ كؤوسَ الحبِّ مسقطُ ألفةٍ
و تناوبتْ كأسَ الولاءِ صلالَةْ

///

أمسَى لها قابوسُ أولَ عاشقٍ
وهبَ الربوعَ الأمنَ خيرَ كفالَةْ

///

أنعِمْ بدارِ البوسَعيدِ غضافِرا
نقشُوا على التاريخِ دربَكَ حَالَةْ

///

يا بنتَ بحرِ الخالدينَ ، ألَا انْعمي
، ، فالكلُّ يُحسِنُ ها هُنا اسْتهلالَهْ

///

مَن أدمنَ المجدَ التليدَ سعَى لهُ
وأحبَّ في أيّامِهِ إيصالَهْ

///

سبعونَ لؤلؤةً تغازلُ جيدَها
لتُزيحَ ألفَ ضلالةٍ و ضلالَةْ

///

فيدِي سريرُ الشمسِ خلوةُ ناسكٍ
طافتْ لعينِ المشتهَى جوَّالَةْ

///

ابنُ الحضاراتِ العظيمةِ ساكبٌ
حدَّ اكتفاءِ الشاربينَ ثُمالَـةْ

///

قدراً أتيتَ بِحكمةٍ متوشِّحا
عزَّ الذي وهبَ الإلهُ نوَالَـهْ

///

النورُ خطَّ منَ الصحيفةِ حرفها
و الصدقُ زكَّى يا عُمَانُ الحالَةْ

///

في جبهةِ الأشرافِ وجهُكَ ساطعٌ
فنَراهُ مزهوَّا يسوقُ كمَالَـهْ

///

و معِي على آيات نبلِكَ منطق
يسقِي العقول دِلالةً فدِلالةً

///

وطنٌ سمَا بالحبِ خيرِ رسالَـةْ
قُـرَنّ الجلالُ مع الجمالِ مقالـةْ

///

متأهبٌ بالسِّلمِ درعا واقيا
ومُحطِّـمٌ بالعلم كل جهالَـةْ

///

يقِظٌ بذاتِ النورِ يغزلُ حلمَهُ
متريثٌ ما أرَّقتْـه عُجالَـةْ

///

ألِفَ السماحةَ و البشاشةَ راغبًا
و سقَى الكرامةَ و الوفاءَ مِثالَةْ

///

طاب المربِّي و المربَّى و الذي
يكسُو البلاد مهابةً و جلالةْ

///

يجنِي الحضارةَ من سواعدِ أمةٍ
شربتْ حليبَ المُترعينَ أصالَـةْ

///

يممْ يراعَـكَ نحوَ شطِّ مودةٍ
و اطرحْ همومكَ إنّها قتَّـالَـةْ

///

مشكاةُ هذا الليلِ وجهُ مرابطٍ
فوق العرينِ مدِثرٌ أشبالَـهْ

///

القلبُ في قلبِ الجنوبِ مرابطٌ
و يدٌ تباركُ بالجمالِ شَمالَـهْ

///

وطنٌ أتمَّ البدرِ فيه مناسِكا
و أباحَ روحَ الحالِمين خيالَـهْ

///

الشمسُ أختُ العابِرينَ بأرضِه
و المَجدُ يتْلو للسَّنا مَوَّالَـهْ

///

ركِـبُوا سفينَ الخالِدين فأبحَروا
الزادُ تقوَى ، والفضيلةُ هَالَـةْ

///

رهْـطٌ منَ النُـسَّاكِ زُمرةُ ماجدٍ
ربُّوا على حفظِ العهودِ رِجالَـهْ

///

عيدٌ أطَـلَّ معَ الحقيقةِ بيِّنَـاً
نورٌ يشعُّ المجدَ ، ينشرُ فَـالَهْ

///

عهْـدٌ منَ الألقِ المداعِبِ صفحةَ الْـ
وجهِ الذي كرِهَ الدجَى فأزالَهْ

///

خَمسونَ إلَّا واحدًا متأهبٌ
عِند الشدائدِ قد أباحَ حبالَهْ

///

لو كانَ ذاكَ البدرُ بُغيةَ أهلِهِ
لأعدَّ جيشَ الصابرينِ و نالَهْ

///

عصفورُ سلطنةِ الهدايةِ آمنٌ
و بكلِّ رابيةٍ تحجُّ جمالَـةْ

///

سكنَ السلامُ علَى روابِي عِزِها
لكأنَّ زيتونَ الصَّفا أوحَى لَهْ

///

غرسْ ابنِ ماجدٍ اِلعظيمِ شراعُهُ
يهدِي شريدًا قد أضاعَ رحالـَهْ

///

و يدُ الفراهيدِيِّ ترسمُ نقشَها
بحرَ المجازِ مقالَةٌ فمقَالةْ

///

في ساحةِ التاريخِ تثبتُ روحُهُ
لمَّا بدتْ رُوح الدُّنا جفَّالةْ

///

ساسوا البحارَ على يقينِ علومِهم

في رايةٍ أبتِ السقوطَ جلالَةْ

///

مالتْ لهُ حينَ استمالَ قلوبَهم
فأحَلها قدرًا يعظِّـمُ حالَـهْ

///

فرسانُه صَفّوا الصفوفَ تأهبَّـا
فسعَى اللواءُ لأجدرِ الخيالَةْ

///

خلعَ العباءةً حاملا وجهَ الذي
أرسَى الدعائمَ هِـمَّةً و نبالَةْ

///

مستسلِما للحقِ صافحَ قلبَهُ
صبرُ الرجالِ مجابهٌ أهوالَـهْ

///

في البيضِ شاءَ اللهُ يسعَى موكبٌ
نحو السَّما أمَلا تُجيبُ سؤالَـهْ

///

بالفضلِ طافَ الأرضَ يحرسُ ينعَها
و ملَا مِن الذكرِ الرفيعِ سلالَهْ

///

أبلغْ اميرَ الشعرِ أنَّ قصائدي
جعلتْ على وجهِ الحروفِ هلالَـهْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى