قراءة في قصة ” أثر الفراشة ” للفلسطينية مريم حمد

هدى عثمان أبو غوش 

قصة “أثر الفراشة”قصة للأطفال، صدرت عن (مكتبة كلّ شيء) في (حيفا)،ضمن سلسلة براعم الزيتون،رسومات الفنان المبدع رعد عبدالواحد،القصة موجهة لسّن 3-8 سنوات.
العنوان”أثر الفراشة”عنوان غامض لسّن الطفل يحتاج إلى شرح طويل،كما أنه فلسفي،فهو مصطلح مجازي يراد به وصف سلوك ديناميكية الحياة،حبذا لو امتنعت الكاتبة عن هذا المصطلح في القصة لأنه يثقل على مفاهيم وقدرات الطفل الذهنية.
بدأت الكاتبة المبدعة مريم حمد في بداية القصة بوصف المكان والزمان للحدث،وبيّنت الزمان حين خيّم اللون الأسود على المكان تمهيدا لبداية تكوين المخلوقات وهو اللّيل” في آخر الغابة في مكان معتم وهادئ”وثمّ تابعت بعد عدة أسطر “وفي قاع البركة المظلمة”.فالمكان هو الغابة والبركة.
تعتبر هذه القصة تعليميةوتثقيفيه ومن الملاحظ في قصص حمد هو اهتمامها بإثراء الطفل بالمعلومات،واتّخاذها الأسلوب السّردي ووصف المكان كما في قصتها”الأرجوحة”.
وفي هذه القصة التي أمامنا جاء الأسلوب السّردي الذي يعتمد على وصف المكان دون الحوار،وفيه الخيال الجميل.كما حمل السرد الطابع الهادئ والشفاف الجميل ،شعرت وأنا أقرأ القصة كأنني أقرأ قصيدة، خاصة عندما ذكرت أُسلوب النفي والسّجع والاستعارة. وقد انتقلت الكاتبة بالقارئ ما بين الغابة والبحيرة،بين ما قبل الولادة وبعدها، لنشهد ميلاد الفراشة والسمكة.
استعانت الكاتبة في شرحها لفكرة ولادة المخلوقات بالفراشة والسمكة وحبذا لو اكتفت الكاتبة بالفراشة لكي لا تشوش ذهن الطفل أو تثقل عليه.
أرادت الكاتبة أن ترسخ في ذهن الطفل المعرفة حول كيفية ولادة المخلوقات،النقطة الساكنةهي البداية ثم فيما بعد تنمو وتكبر وتتطور،وقد لخصت الكاتبة ذلك في نهاية القصة.
يتعرف الطفل من خلال القصة على أيام الأسبوع،وقد استخدمت الكاتبة بعض الأفعال بصيغة اسم الفاعل(ساكنة، هادئة،مُعتم،مظلمة) والطباق(أشرقت-غابت).
وقد سيطرت مفردات الهدوء على السّرد عدّة مرّات من أجل أن تبرز كيفية بداية ولادة المخلوقات،بأنّ المخلوقات كانت ساكنة غير متحركة قبل أن تنمو،كما واستخدمت تكرار الجمل عدة مرات بهدف التركيز على أن بداية الولادة والتكوين مشابهة لنفس المخلوقات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى