شيء من الفلسفة: وجود العالم
د. خضر محجز | فلسطين
السؤال المقلق للفلسفة كان دوماً: كيف نفسر العالم؟ أو كيف نعلل وجود العالم؟
الفلسفة للأسف، ترى أن من واجبها تفسير العالم. وهذه هي سقطتها الكبرى والمنهجية.
فالمؤمنون بالألوهية الموحدون، يرون أن الله مطلق، واحد، لا يتعدد، ولا يحتاج إلى شيء، ولا يصدر عن شيء، ولا يوجد بجواره شيء.
فإذا كان متعالياً إلى هذه الدرجة ـ كما يرونه ـ فما حاجته إلى خلق العالم؟
إنهم لا يستطيعون الجمع بين صورة الإله في أذهانهم، والعالم:
فإن قالوا بأن الله خلق العالم، فهو محتاج لموجود يحقق ذاته من خلاله. وهذا نقص. وإن قالوا: لم يخلق العالم، فمعنى ذلك وجود شيء غير مخلوق، أزلي بلا بداية، وُجد إلى جانب الله، وهذا تعدد ومساواة. ومناقض لمبدأ الألوهية ذاته.
أما الماديون، فيريحون أنفسهم من هذا العناء، بإنكار وجود الإله. لكنهم ينسون أن يعللوا هذا العالم الموجود، إن كان قد خلق نفسه، أم هو أزلي بلا بداية؟
فإن كان العالم قد خلق نفسه، فما هي القوة التي امتلكها ليخلق نفسه؟ يجب أن تكون هي الله، ولو أنهم يسمونها باسم آخر.
وإن كان العالم لم يخلق نفسه، بل وُجد منذ الأزل دون بداية، فإنه هو الموجود دون حاجة إلى كائن آخر يوجده. فهو الله إذن، وقد تسمى باسم العالم.
الحقيقة أنني أرغب هنا في بيان سخف التفكير في ذات الله، من قبل حمقى يرون أن بمقدورهم معرفة كل شيء.
أليس بمقدور البشر أن يعترفوا بقصورهم، ويقولوا: سبحان الله؟