ضفاف اللغة
د. شيرين رحيم | مصر
اللوحة للفنان المصري محمد رضوان
ذلك الفيضان الذى لا ينتهى يغمرنا ويغرقنا فى سيلها، نحتسى منها ونطعم ونتزود للقاء أو حضور أو إلقاء، ونطفو على طياتها كطائر يسبح فى السماء، تغرقنا بلا موت فتمنحنا حياة أخرى، نتنفس فيها كلمات ومعانى ومرادفات، ونطرب بتوكيد وتأكيد وإطناب، ونسبح بكناية واستعارة، ونستقر فى حوار، وتتقاذفنا أدوات ترقيمها وأدوات استفهامها، ونعود بأساليب النداء، وها نحن بين شطآنها غرقى مستمتعين بنشوة فيضان يحملنا بصور جميلة ومحسنات وإبداع ويسلبنا بموسيقاه، يعزف بأحاسيسنا ومشاعر اللهفة فى كل اتجاه، ويفيض بلا توقف فيرسو طمىا جميل المعنى، مخلفا بساتين بأفئدتنا، وتحيا فينا أودية جفت من جدب الحياة فما أروع أن نهرب غرقا بين ضفاف اللغة فنتكيء على زهورها ونفترش جنانها من الكلمات.