يا واحد الشهب.. مهداة لسماحة شيخنا العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام
الشيخ السفير هلال السيابي | سلطنة عُمان
القصيدة، ردا على تفضله بإهدائي مجموعة من كتبه القيمة مرفقة برسالة كريمة
لا الشعر يُدرك ما تُملي ولا الأدب
وكيف يُدرَكُ ما قد أملتِ الشهب
///
تألقت في سماها أي ساطعة
فما درى الناس الا انها عجب!
///
تلقفوها، فذا سارٍ بطلعتها
يهذي ، وذاك على اضوائها يثب
///
منورات زواهٍ في مجرتها
لا الشك يعرو لما تملي ولا الريب
///
لا ينجلي الشك الا من أشعتها
ما قيمة الشك والانوار تلتهب!
///
يسري الركاب على أضوا ء غرتها
– اذا سروا – ويهز المطرب الطرب!
///
والأمر أكبر شأنا عن مقاربة
مما تحاول أن توحي به الكتب
///
فلو درى الناس كنه الامر لافتتنوا
بما تخبئه، لكنها الحجب!
<<>>
يا واحد الشهب في عالي سماوتنا
ومن به فاخرت اضرابها الشهب
///
سارت بأمجادك الركبان خافقة
وزاحمت مثلَها من حولِك الركب
///
وبت أزهرَ من بدرٍ ، وأضوءَ من
شمسٍ ، وأكرمَ من قد اهدتِ الحقب
///
تمور بالنور لو أعشى العيون سناً
محمدياً، ولو فاضتْ به السحب
///
فما الفراتٌ إذا جاشت غواربه
كما تجيشُ، ولو قد باتَ يضطرب!
///
طلعت والأفق في ظلماءَ داجيةّ
فسال من جانبيك النور ينسكب
///
وجئت والساح من ظلم ومن ظلم
كمقنب الخيل قد ألوى به التعب
///
ثاوي الخطى، مستقر في تكاسله
نابٍ عن المجد جنب منه مجتنب
///
فلا مجالَ لعلمٍ أو لمعرفةٍ
ولا صيالَ سوى للجهلِ يُرتَكب
///
فصحت فيهم، وكانت صيحة عجبا
بل قلٌَ ياسيدي في وصفها العجب!
<<>>
يا واحد الشهب تفديك النفوس وما
ضمًت جوانحنا والبيض والقضب
///
لأنت من كانت الأيام ترقبه
وترتجي بدرَه أعلامُنا النجب
///
فجئتَ بالغيث تنهدٌُ الجبال له
وبالزواخر قد طمٌت بها الشٌُعَب
///
و مادتِ الأرض من عِلْمّ ومن عَلَمٍ
وفاخرت بهداك العُجْمُ والعرب
///
كأنما أنت – يالله من علم –
مدٌُ المحيط علا ، أو جحفل لجب
///
رأيتُ في بردتيكَ السالميٌَ سناً
وللمحقق نور منك ينتصب!
<<>>
يا طاوي الدهر من “بدر ” ومن ” أحد “
أهلاً ، فمثلك من للمجد ينتدب
///
لئن طوى الدهرُ من صفٌّين رايتَها
فأنتَ رايةُ من لله يحتسب
///
رُضتَ اللياليَ قواماً ومعتكفاً
والقلب مضطرم من خوفه يَجِب
///
وجئتَ بالعلم ، والتحقيق قائده
ما العلم ماقيل ، بل ما كنت تنتخب
///
طوٌَفتَ بين أصول الدين تنثرها
نثراً ، لعمريَ حتى مادت الهضب!
///
وضعت تحت ضياء الفكر ما كتبوا
وكل ما قالت الأقلام والخطب
///
وبِتٌَ تمحص ما جاءوا على عُمُدٍ
من الحقائق لا ينتاشها الخلب
///
وما تركت من العصر الحديث يداً
لم يضبطِ العلمُ مهواها ولا الأدب
///
بل سمتَها الخسفَ حتى بات رائدها
يرتاب فيها، وغن لم تَعدُه الرٌِيَب
///
وكم وقفتَ لمعتوهٍ وذي صلفٍ
حتى بدا وكأنٌ التْبرَ مخشلب
///
أنت المحقق – يا أعلى العظام- يداً
في كلٌِ ما جئتَه، لو جلجل الصٌخب
///
رأيتَ من سَوْرة الإلحاد ثائرةً
فلم ترعكَ، ولكن راعها الرٌهب
///
وقيل: هذا إباضيٌُُ وذو عنتٍ
فقلتَ: إني الى الاسلام انتسب!
///
إن تنكروني فهيا في مباهلة
فلم يقم لك منهم مقول ذرب!
///
وقمت فيهم وبينٌَت الرشاد لهم
وأنه الدين لا مال ولا حسب!
///
وبتٌَ تدعوهُمُ في كل منقلَبٍ
وإن بدا منهم بالخلف منقلب
//
يا قوم ما الدين أحزاب ولا فرق
لكنه واحد، بل هكذا يجب
///
ما الدين إلا الذي جاء الكتاب به
أو صح عن خير خلق الله ينتخب
///
وما سواه فتضليل وفلسفة
بل إنه الزور في التحقيق و الكذب!
///
فدم شهابا لدين الله أو قبسا
يا من به فاخرت من قبلنا الشهب
///
والله يحفظ للإسلام عصبته
بمثلكم، ويزول السوء والكرب
///
٤٥ حتى يعود كما قد كان مؤتلقا
يلوح من جانبيه النصر والغلب!
……
٢٩ ذو الحجة ١٤٤٢ – ٨ أغسطس ٢٠٢١