تأملات في الطاغية والطغيان
د. خضر محجز | فلسطين
يسقط الطغاة حين يتساءل الناس: كيف جاء الطغاة؟
قصور الحاكم دليل على سرقاته. فلا تطالبني بدليل إضافي.
إن كنت لا تحاول كسر قيدك، فإنك تستحقه.
إن كنت لا تحاول صناعة مستقبلك، فأنت لا تستحق أن تكون أباً.
الفرق بين الحرية والاستعباد كالفرق بين الحياة والموت.
الفرق بين الضريبة والجزية، كالفرق بين العدالة والقهر.
الحكومة التي تجبي الضرائب ثم لا تحولها إلى خدمات، تحولها إلى جزية.
حين تحكم جماعة شعبا لا تعتبره شعبها، تصبح مجرد قوة استعمارية خارجية.
الفرق بين الديموقراطية والدكتاتورية، كالفرق بين المساواة والفاشية.
الفرق بين دين الله ودين علماء السلطة، كالفرق بين الجمال والقبح.
المساجد التي تبنى من أموال الجوعى لا علاقة لله بها.
المتبرع الذي يبني مسجداً في بلد لا مدارس فيه، هو شخص يحاول رشوة الله.
البلد الذي يعج بالمساجد ويفتقر إلى المدارس يستحق أن يموت.
على الحزب الذي يجعل المسجد مقره، أن يبنيه بأمواله الخاصة.
لا يجوز جمع الأموال من المصلين لبناء مقرات الأحزاب.
الحكومة التي لا تنزل على حكم العقد ـ الذي وصلت بموجبه إلى الحكم ـ تفقد شرعيتها الدينية والقانونية. وتغدو من ثم حكومة قهر.
لقد اعتبر الله الحاكم راعيا للأمة، وأبا للمجموع. وحين ينتخب الشعب حكومة، فتتحول عنه إلى رعاية جماعتها، من دونه، تفقد حقها في تمثيله.
حين تنتخب الشعوب حكوماتها، فإنها تعطيها الحق في إدارة مواردها المالية بشفافية تامة. وحين تستقدم حكومة مساعدات الدول الخارجية، باسم شعبها، تصبح هذه الأموال ملك شعبها على عمومه.
حين تستأثر حكومة بمال الشعب لنفسها ولجماعتها الخاصة، تتحول إلى مجموعة نهابين، يستخدمون مصطلح الشرعية لتشريع ما ليس شرعياً.
على العكس من المواطن العادي، يحتاج الحاكم دوماً إلى التدليل على براءة ذمته المالية.
ما ينطبق على المواطن العادي، لا ينطبق على الموظف العمومي: فإذا كنت لا تملك الحق في مساءلة المواطن عن مصدر ثروته، فإن حقك في سؤال الحاكم عن مصدر ثروته يظل مكفولا.
حين ترى أثرياء مفاجئين في بلد لا نشاط لهم، سوى عملهم الحكومي، فاعلم أنهم يسرقون مالك.
حين ترى أنك تخاف إن تكلمت، فاعلم أن حكامك خائفون من صوتك.
حين يستخفي الحاكم عنك فاعلم أنه يخاف عينك، فلا يجب أن يخاف منه لسانك.
حين يسيطر الخوف عليك، تذهل عن قوتك الدفينة.
حين تنظر لمشروعية الظلم، تحفر قبرك بيدك.
حين تقول إنك حاكم عادل، فيجب أن يرى فيك الشعب عمر.
حين تقول إنك حاكم مؤمن، فيجب أن يرى فيك الشعب أبا بكر.
حين تقول إنك حاكم مسلم، فلن نقبل منك أن تكون الحجاج.