قراءة في نص: ( سأرمي برأسي ) للشاعر عبد الرزاق الربيعي
قاسم المشكور | العراق
أولا – النص:
سأرمي برأسي
على كتفِ نفسي
وإن هزني البردُ
ذات شتاءٍ
أدفئ ضلوعي
بشمسي
وأملأ مصباحَ
روحي
بضوء جروحي
وزيت دموعي
وأسمع همسي
وأشرب حد الثمالة
خمر دمي
ونديمي كأسي
ثانيا – القراءة
قضتْ الحياةُ بأنْ تجعلَ إنساناَ تتفجرُ في داخلهِ روحُ الإباءِ؛ والصبرِ على الملماتِ؛ فيما تجعل آخر لا يقوى على العنادِ؛ والمقاومة.
إنّ نفسَ المرءِ ليستْ إلاّ تزاوجٌ؛ وإختلاطٌ بين جيناتهِ الوراثيةِ؛ وبين التأثيراتِ الخارجيةِ التي تتمثلُ بالتجاربِ؛ والعِبرِ؛ فتحالفهما يجعلُ نفسهُ متوثبةَ عاليةَ الهمة.
إنّ هذه التأثيرات الخارجية المشفوعة بجينٍ وراثي صلبٍ هي التي تُولّد هؤلاء المملوئين عزةً؛ وكرامةَ؛فتهبهمُ القوةَ المعجونةَ بجهارةِ أصواتهم الداخليةِ الرافضةِ للذل.
في نصهِ المذهلِ (سأرمي برأسي) راحَ الشاعرُ عبد الرزاق الربيعي وبتدبيرٍ إبداعي متميزٍ معضدٍ بقصدٍ إنساني منزه؛ يقدم لنا بطلاَ يعملُ وبشكلٍ مثابرٍ على تحريرِ سلوكياتهِ من عواملِ الضعفِ؛ فهو مملوءٌ بالإيمانِ؛ واليقينِ بأنّ هذا الطريق الذي يسلكهُ سيوصلهُ حتماَ إلى الإحتفاظِ بحريتهِ؛ وكرامتهِ؛ وعدمِ التفريطِ بهما؛ فقد تلبسَتْ البطلَ في النص روحُ الثورةِ؛ فأمدتهُ بعواملِ القوةِ النفسيةِ الهائلةِ.
إنهُ يرفدنا بالمعنى الحقيقي للحياةِ؛ فرفعُ مستوى الحياةِ يمرُ عبر بوابةِ الصمودِ الذي يصنعُ الأملَ.
إنّ الشاعرَ في هذا النص المفعم بالحريةِ يمنحنا وجوداَ بهيا ساحراَ في أنفسنا؛ ويدهن قلوبنا بزيتِ الإحساسِ العالي بالأشياءِ.