تخيلات الفوضى في قصيدة الشاعر عصمت شاهين دوسكي حقيقة أم خيال؟
أنيس ميرو – زاخو – كوردستان العراق
لم يعد كافيا أن يكون الشاعر مجرد شاعرا على المنابر بل شاعرا لعصره ينقل الأحداث بصوره الشعرية وإحساسه المرهف ورأيه القيم بما يعانيه مجتمعه فردا وجماعة يتأثرون بما يقول ويتأثر بما يحدث قصيدة الأديب الأستاذ عصمت شاهين الدوسكي كما عودنا دوما بإطلالاته الأدبية الشعرية أن يتطرق لموضوع ملفت للنظر ويدعوا الآخرين لتفحص ما يقصده بعد أن تحول الذوق العام لبعض البشر في العالم العربي بالذات إلى الشكليات والمظاهر والماديات و بعد أن حطمت الأحداث المتلاحقة للمجتمع والشعوب العربية بنكبات متتالية، حروب وفقر وانقلابات وصناعة وخلق الأزمات الفكرية والاجتماعية والسياسية والعسكرية وخاصة الأزمات التي تمس الفرد مثل أزمة الكهرباء التي هي القوة في الصناعة المتقدمة لأي بلد وأزمة الغاز والماء وتأخير الرواتب والفساد المالي والإداري وغياب العدل والتعايش السلمي وانتشار صراعات الأحزاب فيما بينها على المناصب والمكاسب والانحلال الأخلاقي علنا وخفية وعدم استقرار في الحياة الخاصة والعامة فتظهر الفوضى تعم وتلاحقنا في كل مفاصل حياتنا الاجتماعية حسب ما أراه أن هذه القصيدة ” فوضى – فوضى للشاعر عصمت شاهين دوسكي تحذير وتنبيه وإبلاغ بما يأتي بعد الفوضى يدق ناقوس الخطر ، قد وثق الحالة التي نعيشها الآن من خلال التخيل أدناه القصيدة كاملة لاستيعاب ما يقدمه هذا الأديب المرهف.
نص: (فوضى … فوضى) عصمت شاهين دوسكي
تخيًل الحياة فوضى !!
تخيًل الحب فوضى !!
تخيًل القتل فوضى !!
تخيًل الارتقاء فوضى !!
تخيًل الانهيار فوضى !!
كيف تكون من الفوضى ..؟ّ !!
///
تخيًل الثكلى تصرخ
ومن يسمع الثكلى ..؟
أمل بلا أمل
إن كان في كيان أمهات في المنفى!!
///
تخيًل نحمل أكفاننا
بين اليقظة والوسن!!
نسير في الطرقات بلا كفن !!
لكن الكفن ..
يعشق فينا الكفن !!
///
تخيًل الحب بين أسوار وقيود !!
كيف يرتقي الحب ..
يطلق إعصار الحب
والقلب دامي
والإحساس مضطرب
بين سجان وجلاد وحلم مفقود .. ؟!!
///
تخيًل الضمير ميت ..
نبحث عنه نجده وحده بين القبور !!
ينتظر قيام الساعة ..
ليكون شاهداً على الناظر والمنظور !!
///
تخيًل الأطفال بلا أمهات وآباء
أمهات أمام الرصاص
والآباء في الأقفاص !!
///
تخيًل حياتنا مجرد أوراق !!
يعترف بها هنا
لا يعترف بها هناك
تقطع أحياناً
أو تكون حطباً للاحتراق !!
///
تخيًل لديك ألف قناع!!
كل ساعة ترمي واحداً في قاع !!
تمسك في منصب بقبضة حديد !!
كأنك الوحيد في البقاع!!
///
تخيًل الفوضى في البيت!!
في الشارع ، الجامعة ، الدائرة !!
بلا رقيب .. بلا حسيب!!
والناس من وهن صابرة!!
///
فوضى ..فوضى ..
فوضى في كل مكان فوضى!!
متى تنتهي من حياتنا الفوضى ..؟ !!
متى تشرق الشمس !!
يأتي بلا وجل نور الضحى ..؟!!
فهل هناك أكثر من هذه الفوضى ؟ فهل هناك أكثر من هذا التحذير المخيل ..؟ فعلى المعنيين أن يدركوا خطر الفوضى على الجميع سياسياً واجتماعياُ وأدبياً وعلمياً واقتصادياً ووجودياً ، حيث لا وجود دون استقرار ولا استقرار دون عدل .