ادرس في العراق …مبادرة تستحق الثناء

د. عادل جبار الربيعي
مبادرة رائعة أطلقتها وزارة التعليم العالي العراقية قبل سنتين وفيها دعت الطلبة الأجانب والعرب للالتحاق بالجامعات العراقية للدراسات الأولية والعليا وهي تجربة ممتازة لما ستحققه مستقبلا من مخرجات تنعش التعليم في العراق.
هذه المبادرة أعادت لنا ذكريات تجاوزت ثلاثة عقود من الزمن عندما كان العراق يستقبل الأعداد الكبيرة من الطلبة الأجانب والعرب. وهي تضفي أجواء إيجابية بين البلدان وتمهد للتعاون الثقافي والعلمي. ولازلنا نحتفظ بصداقات وطيدة مع زملاء الدراسة العرب واللذين يكنون كل الحب للعراق المعطاء
إن فكرة استقدام الطلبة من الخارج لمسنا فوائدها عند الدراسة في الخارج ومن خلال لقاءآتنا بالطلبة العرب كانت هناك سمعة طببة للدراسة في العراق حيث أشاد الكثير بأساتذتهم اللذين درسو في العراق وهم الآن ضمن الأجيال الجديدة ولكن بقيت تلك اللمسات رغم تقادم الزمن وفي الحقيقة شعرنا بالزهو ونحن نسمع بالإطراء لهذا البلد المعطاء، وهو ليس بالشيء الجديد على البلد الذي علمهم الحرف الأول
ومن الجدير بالذكر أن هناك عامل آخر ساعد بهذا الامر وهو خروج أعداد كبيرة من الأساتذة خلال التسعينيات أيام الحصار على العراق وهم بدورهم قاموا أيضا بنشر خبراتهم إلى دول عديدة ورب ضارة نافعة حيث لازلت بصماتهم موجودة
عدد الطلبة غير العراقيين الآن يتجاوز الأربعة آلآف من الأولية والعليا ومن جنسيات مختلفة. وقد نالنا بعض الطلبة منهم وهم يدرسون في كليتنا ويشعرون بالسعادة برفقة زملائهم العراقيين وقد وفرت لهم الوزارة السكن المناسب ويبذل الأساتذة الجهود لمساعدتهم بهذه المهمة علما بان الدراسة الان فيها ثلاث فئات. المجانية ونصف المجانية ولقاء أجر كامل وحسب التفاصيل التي رتبتها الوزارة وحسب الأعداد وهذا ماسيتم تطبيقه في السنيين اللاحقة. هي مبادرة مهمة ستؤتي أكلها ولو بعد حين.