قراءة في كتاب ” عنك أتحدّث “.. للكاتبة الفلسطينيّة ابتسام خالد

بقلم: قمر عبد الرّحمن

الصّادر عن دار الكلمة للنّشر والتّوزيع – غزّة – الطّبعة الأولى 2021

تحيّرني صفة أغلب النّساء في العالم العربيّ، (صفة الكبرياء رغم الوجع) تراها تُنجز أعمالها المنزليّة، وترعى الكبير والصّغير، وتُحسن الإنصات، وتَجد الحلول، وفي داخلها عواصف من الحنين، والوجع، والحاجة للأمان، والحبّ الذي يتناسب مع مقدار ما تقدّمه لمن حولها.

في نصوص “عنك أتحدّث” تجسّدت تلك المرأة التي تقدم كلّ يوم ما تستطيعه وما لا تستطيعه، وفي داخلها حاجات ورغبات وأمواج عاطفة لا يدري بها أحد، حتّى ذلك الشّخص الذي تفكّر فيه، ربّما لا يدري عنها شيئًا، فالمرأة مخلصة في الغالب لمن يستحق، ولمن لا يستحق؟! للغائب وللحاضر؟!

من خلال نصوص “عنك أتحدّث” حزنت كثيرًا، لاضطرار المرأة على خوض شخصيّتين في واحدة في عالمنا العربيّ رغمًا عنها؛ بسبب ظلم المجتمع.. الأولى تعيش لمن حولها بصفة المعطاءة الصّامتة، والثّانية تعيش لنفسها مع نفسها بصفة الحالمة بالحريّة والتّفوق والعشق السّرمديّ والتّمرد على كلّ من يقيّدها.

والسّؤال الاستنتاجي بعد إنهاء قراءة نصوص “عنك أتحدّث”
هل تستطيع المرأة أن تنتظر عمرًا من الشّوق مقابل نظرة أو ابتسامة أو حتّى شهيقَ عطرٍ من طيف حبيبها العابر؟
في الغالب الإجابة (نعم) فهي عكس الرجل تمامًا في -الصّبر على الشّوق- فمن النّادر أن ترى رجلًا يعيش على أطلال محبوبته؛ بل يتزوّج وينجب من أخرى، ويعيش حياة كاملة متكاملة! ثمّ أكثر ما يقوله إذا مرّ باسم حبيبته، أو تذكّرها مصادفة
خلّي اللي في القلب.. في القلب!

نصوص مدهشة تجذبك حتّى النهاية لتتعرّف على ذلك الحبيب المنتظر حلمًا، وربّما افتراضيًا عبر العالم الأزرق، وربّما واقعًا إذا حدثت معجزة ما، لكن تصل للنّهاية
والقلب يشكو حنينًا، والحنين يهذي أنينًا.

وإليكم بعض من النّصوص..

“لا يقتل القلوب إلّا غياب البوح” ص12

“أريد أن أتخلّص من الغياب في قصائدي أيّتها المسافات” ص14

“لو لمست أصابعك خصلات شعري لأصبحت حديقة” ص21

“إبان الغروب.. أخلع ستائر نافذتي.. ينتظرك قلبي مقتولًا.. حين تطل مع القمر” ص24

“الطريق إلى قلبك طويل.. كالعودة إلى الوطن.. لا بدّ من تضحيات” ص27

“أشتهيك حلمًا.. نحلق به فوق مدن العشق فصلًا دافئًا.. أكون به كلّ النساء” ص32

“مغرور أنت.. وإن تبقى صامتًا.. سأظلّ أحبّك” ص35

“انتظر منّي الكثير.. مقابل ابتسامتك العابرة” ص41

“صوت النّاي مبحوح.. عاجز عن عزف ألحاني.. أستعير صوتك” ص 63

“يوم وفاتي.. سأورث قلبي للأحياء.. فلا يليق بقلبٍ أحبّك.. أن يغمره التّراب” ص87

“وسادتي المرهقة.. بحكاياتي ودمعي وشجوني.. تخبرني أنّك نصفي البعيد” ص101

“ما أجمل هذا الأزرق حين يلتقي البعيد بالبعيد” ص 145

“أنا امرأة بين مسافتين.. ضفائري تمشّط سفح جبلٍ.. وقدماي تغتسلان بماء البحر” ص147

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى