ثلاثية الوهم
سمير حماد | سوريا
لا تستطيع قوة في الأرض أن تستعبدك، مالم يكن عقلك مستعبدا، كما أنه من البدهي أنك لن تكون قادرا على التحرر, ما لم تتخلّص من جور مأموريك ومستغليك, وممن يتحكّمون فيك بأمور الدين والدنيا، كدمية فاقدة للروح والإحساس.
إننا ومنذ بداية تكويننا، وجدنا أنفسنا أمام ثلاثية الوهم؛ التي تؤرّق وجودنا، وتهزّ كياننا، وهي: الله, والخلود, والحرية… كم تعب الإنسان للوصول إلى حلّ, يرضي تَوقه لمعرفة (الله)، مرادف الخلود والحرية، لكن دون جدوى, على الرغم من الدماء والجهود الجسدية والعقلية, في سبيل الوصول إلى الحقيقة الصعبة, وعلى الرغم من كثرة الأنبياء, وجهود الكهنة والوسطاء, والسحرة والمشعوذين, والكتبة, والكتب السماوية والأرضية, ولم يفعل هؤلاء جميعا إلا أن زادوا الطين بلّة, بزيادة الخلاف حول الله, فسالت أنهار الدماء وتتالت الحروب وأزهقت الأرواح, دفاعاً عن تعاريف وأقاويل وتأويلات وتفسيرات, داخ الإنسان واحتار في أيها يقود إلى الحقيقة الإلهية؟, لكنها لم تقد إلا إلى مزيد من القهر والموت, والإله واحد؛ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد.. يا للحيرة والعجب..
أوقفوا خلافكم حول الله… أيها البسطاء عقلا, والفقراء دينا ودنيا، والتكفيريون القتلة فالله منكم براء؛ بل أنتم أكثر الناس جهلا به.. الله لفظ الجلالة كلمة حقّ؛ أردتم بها باطلا أيها القتلة الفجرة المشركون.