مشكاة المعاني

د. سعيد الزبيدي | أكاديمي عراقي – جامعة نزوى
في اليوم العالمي للغة العربية


أَضِئْ بالضادِ مشكاةَ المعاني

تَنَلْ شرَفًا من السبعِ المَثاني

///

فكمْ جلَّى بها (جبريلُ) وَحْيًا

لأحمدَ، واهتدى قاصٍ ودانِ

///

وكم سالتْ مع الترتيلِ لحنًا

وشَنَّفتِ المسامعَ بالأذانِ

///

وكمْ قَلَمٍ تَعَطَّرَ من شَذاها

وعلَّمتِ الكلامَ فمَ الزمانِ

///

وكمْ..؟ أقصرْ، أتسعفُكَ القوافي؟

فيُوجِزَ مجدَها بيتٌ وثانِ

///

بعينِ اللهِ من حسَدٍ، وكيدٍ

ومن عَنَتٍ، وجورٍ وامتهانِ

///

ومنذُ الأعجميّ غزا بلادي

ولوَّثني بأحرفهِ الهِجانِ

///

وهذا مالئُ الدنيا هُتافًا

رأى من قبلِ ألفٍ ما أُعاني

///

وذكَّرني بقافيةٍ بأنِّي

(غريبُ الوجهِ واليدِ واللسانِ)

///

وكنَّا أي جرحٍ في عراقي

شكا من قبلِ أنَّتِهِ العُماني

///

ولكنْ بعضُ قومي سلَّموني

لأنيابِ الضباعِ من الهوانِ

///

فهذا قد تجافى عن حروفي

وذلك من جهالتهِ جفاني

///

وهذا باعَنا إذْ باعَ قُدسًا

وذلك قد تكفَّلَ بالسنانِ

///

وليس لديهِ من فرقٍ بقتلٍ

عراقيٌّ، شآميٌّ، يماني

///

وبعضٌ من بني قومي تبنّى

مُشاكلَةَ الحداثةِ بافتتانِ

///

تَكَسَّر بين شِدقَيهِ كلامٌ

وحينَ طغتْ رِطانتُهُ هجاني

///

وبعضٌ مُدَّعٍ قد تاهَ جهلًا

تغرَّبَ حرفُهُ فغدا يُعاني

///

فأورثهُ انقطاعًا عن تراثي

وأحوجَهُ لعونِ الترجمانِ

///

أَعِدْ للضادِ هيبتَها بفهمٍ

وعَزِزْها بألوانِ البيانِ

///

وقلْ ما قالهُ طه فصيحًا

من التنزيلِ في صورٍ حِسانِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى