قراءة نقدية في ديوان: ” أناشيد الحياة ” للشاعر العُماني أحمد العبري

د. المنشتح درار علي- شاعر وناقد سوداني – سلطنة عمان


تشرفت مساء الأمس الاثنين الثالث عشر من ديسمبر 2021م بحضور اللقاء العامر الذي ضم كوكبة من شعراء وكتّاب ونقّاد الوطن العربي تلبية لدعوة كريمة من سعادة الشيخ السفير الشاعر هلال السيابي (سلطنة عمان) بمقر نادي الواحات بالسيب، حيث قام بتنسيقه الشاعر الشيخ أحمد بن هلال العبري ومعاونوه من الشباب العماني الخلوق، وبالفعل كانت جلسة أخوية ثقافية استثنائية تم فيها تبادل أصدق عبارات الود والترحاب، كام تم إلقاء بعض الدّرر الشعرية من معظم الحضور الأنيق.
شرفت على هامش اللقاء باستلام ديوان شعر بعنوان أناشيد الحياة، للشاعر أحمد بن هلال العبري، وقد وُفِّق في اختيار العنوان توفيقًا تامًّا، حيث ضم الديوان أناشيد دينية، نضحت بعطور القرآن الكريم وعطر رمضان، والعيد وعرفات، كما ضم الديوان أناشيد وطنية بدأت بتحيّة صباح الخير للوطن ولم تترك تلك التحية إنسان الوطن من بحّار ومزارع وجاني لبان وصيّاد وراعٍ وموظّفٍ، وكان الشاعر حريصا على منح المرأة حقها أيضًا، كما كان حب الوطن حاضرا بين ثنايا مفرداته وقصيده، مذكّرًا بالمتنبي الذي لم يُفرد أبوابًا للحكمة في شعره فجعلها تتخلل كافة أشعاره وبذلك كانت سر خلوده.
وأنا أنتقل في عجالة بين دفات أناشيد الحياة وقفت على إخلاص الشاعر أحمد العبري للمدرسة حيث أدّى التحية لها وللعلم والعَلَمِ، كما نادى بالمجد للقلم، ثم عرّج الشاعر في ديوانه على أناشيد القيم، وكأنه بذلك يكمل رسم لوحة أناشيد الحياة التي لا يكون لها مغزى بلا قيم، فينشد نيل الطلب والقيادة الإبداعية، والإنصات من ذهب، وكان برُّ الوالدين والوفاء بالعهد والعلم والعمل من أبرز القصيد في أناشيد القيم التي وعد في خاتمتها بالوفاء بالعهد.
وانطلاقًا من أن شاعرنا ظل يغرف من بحرٍ عبر لوحته الشعرية أناشيد الحياة، فقد وجد من بين ثنايا كتاباته ما يميل إلى العموميات فعنونها بأناشيد عامة، تناولها لتزدهي اللوحة الشعرية بها ممثلة في رحلة السلام، وأطفال الأسى، والسلامة على الطريق، خاصة عند نزول المطر حيث الوالد متكئ على عصاه يتأمل الطبيعة ومحيّاه كالبدر، وهو يتنسّم ذلك الخير الوارد من السماء.
وبذلك تكتمل لوحة ديوان أناشيد الحياة، ليجد القارئ نفسه متنقّلا في رياضها دون كلل ولا ملل، وكأن الشاعر في نظمه يتبع منهج الجاحظ في سرده، حيث يشعر القارئ بروحه تحلّق في فضاءات رحبة، وهو يتصفّح ديوان أناشيد الحياة، ولنا عودة لتناول الديوان بمزيد من التفاصيل في مقبل الأيام بعون المولى جلّت قدرته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى