الصراع على فلسطين ليس عرقيا.. ولا عرق خالص في هذا الكون
د. خضر محجز | فلسطين
الرسم بالأحجار – اللوحة للفنانة الأردنية هاجر الطيار
الصراع دوما بين سكان سابقين ومحتلين قادمين، والذي يحكم ليس سبق السكنى، ولا دعوى النقاء العرقي، بل القوة.
حين تنهزم جماعةٌ أمام جماعة أقوى منها، تلجأ المهزومةُ إلى استحضار الغناء وتواريخ القدوم، وكلام المهزوم لا قيمة له. وأغانيه شجيّةٌ تشبه أغاني عاشقٍ هجرته معشوقته إلى غيره، ولا قيمة له خارج الشعر.
تطربنا أشعار امرئ القيس، ولكنها لم تنفعه لم تنفعه في مواجهته مع بني أسد، ولم يتمكن بفضلها من استرجاع ملكه المفقود، وقضى عليه حكم التاريخ باسم الملك الضِّلّيل.
أصحاب رسول الله امتلكوا هذه الأرض وعرّبوها، بقوة القوة، التي كانوا يسمونها الفتح. فلما رآهم السكان السابقون، أحبوا عدلهم، وآمنوا بدينهم، وتكلموا لغتهم. ومع مرور الأجيال صاروا هم.
أبو عبيدة وعمرو وشرحبيل أكثر فلسطينية من الكنعانيين والبولستيين، وبلاغتهم أجمل من أغلب المواويل الحزينة على طرف البدر المحترق.
قبائل بولستا جاءت هنا من اليونان، واستوطنت بقوة القوة، وتعايشت مع الكنعانيين، وتقاسمت معهم الأرض والديانات.
قبائلُ العبرانيين جاءت هنا بقوة القوة، وبقوة النبوّة، ولا جدوى من التنكر للأنبياء، لمشاعر قومية هجين.
جاؤوا هنا بالقوة والعدل، فكفروا بالعدل، وفقدوا القوة. فجاء عمر وأبو عبيدة بهما.
إنه الصراع إلى يوم القيامة. وحَرِيٌّ بكل صبي أن يتعلم أبجدية الصراع.. الحرب بيننا وبين أبناء عمومتنا على البيت، وكلمة السماء.
قد فقدوها فطردهم الله
وورثناها فاجتبانا الله.
فالآن نتساوى مع القوم في معركة الأكاذيب، لولا أنهم يتفوقون علينا بالقوة.
على الذين يؤمنون بأن القوة قوتان: مادية وروحية، ألا يتصرفوا كمن لا يؤمن بالسماء، فيبحث عن قوة في الكلمات، يمتلك خصمُهُ أكبر منها.
أعلم أنه لا جدوى، ولكنها زفرةُ مصدورٍ من غباء جماعة تسمي القط البيتي نمراً.