فلتحيا الجزائر
خالد جمعة | فلسطين
الرسم بالأحجار – اللوحة للفنانة الأردنية هاجر الطيار
عندما زرت الجزائر قبل أعوام، كانت هناك مباراة بين منتخب الجزائر والمنتخب الفلسطيني، قبل المباراة بأيام بدأ الجزائريون بكتابة بوستات على الفيس بوك: إذا هزمتم فلسطين سنقتلكم، فقلنا إن هذا مجرد كلام يقال، ولكننا عندما دخلنا ملعب المباراة، تفاجأنا بثمانين ألف مشجع جزائري يهتفون لفلسطين بصورة تقشعر لها الأبدان “حرفيا”، فقمت أنا وفارس سباعنة برفع علم جزائري صغير ردا للجميل الذي رأيناه في الاستاد، إذ كان الجميع يرفع أعلام فلسطين، فمر بنا أحد الجزائريين ونظر إلينا شزرا وقال: أنتم خونة لأنكم لا ترفعون أعلام فلسطين.
خلال المباراة، وعندما كان لاعب جزائري يرتكب خطأ ضد لاعب فلسطيني فإن الجمهور كان يصرخ به ويكاد ينزل إلى الملعب ليضرب اللاعب الجزائري، لم نكن نفهم ما يجري إلا عندما سجلت فلسطين هدفا في مرمى الجزائر، فانفجر الملعب وكأن الجزائر فازت بكأس العالم.
سألت شاعرا جزائريا ذلك المساء عما يحدث، فنحن نعرف محبة الجزائريين لفلسطين لكننا لم نتصور أن تصل المحبة إلى هذا الحد، فأجابني: عندما يولد طفل جزائري فإن أهله يؤذنون في أذنه اليمنى “الله أكبر”، وفي أذنه اليسرى “فلسطين”، فكيف تتصور أن يكبر هذا الطفل؟
في ذلك المساء كتبت صحف أوروبا: لأول مرة في التاريخ يشجع جمهور بلد فريقاً على أرضه ضد فريقه الوطني.
علاقة شعب الجزائر بفلسطين علاقة غير طبيعية، فيكفيك حين تكون هناك أن تقول: أنا فلسطيني، فتفتح لك الأبواب المغلقة، ويسمح لك بالتدخين في الأماكن الممنوع فيها التدخين، ولا تدهش حين تقترب منك امرأة عجوز وتتمسح بثيابك وتشمها، فقط لأنك من فلسطين.