حوار فوق مياه القناة
د. خضر محجز
في عام 1996، كنت أعبر القناة، مشاركاً في وفد فلسطيني ثقافي لمعرض الكتاب بالقاهرة، حين نظر إليّ رفيق الرحلة فرآني ساهماً على ظهر المعدية، أتأمل ماء القناة، فجرى بيننا الحوار الآتي:
ــ ماذا تتأمل؟
ــ أتأمل في غباء بني إسرائيل؟
ــ كيف؟
ــ انظر إلى هذه القناة. وأشرت بيدي إلى الماء. وانظر إلى هذا الجانب. وأشرت إلى الضفة الشرقية، في سيناء. وانظر إلى ذاك الجانب. وأشرت إلى الضفة الغربية في أفريقيا.
ــ ماذا تعني؟
ــ لقد كان الجنود الصهاينة يكشفون عن مؤخراتهم أمام المصريات، ويبولون في القناة، متبجحين، وهم يظنون بأن مصر لن تستطيع الحرب بعد اليوم. ولو كانوا أذكياء، لو درسوا التاريخ، لما فعلوا. وربما لتوصلوا إلى نوع من الاتفاق دون حرب جديدة.
ــ كيف:
ــ أرأيتك هذه القناة، في سعتها وعمقها وكونها أكبر مانع مائي بين جيشين؟ لقد بناها المصريون قبل عقود بالمقطف والفأس. فما هو الأصعب، حفرها أم عبورها؟
ــ حفرها بالطبع.
ــ إذن لو فكر الحمقى في ذلك، لعلموا أن المصريين سيعبرون ما حفروا.
لكن الغرور عمى.
وذلك هو الضعف الذي يورثه الشعور بالتفوق، لدى أمة تحرص على حياة..