أعرني سيف عنترة
هشام أبو صلاح | فلسطين
أعّرني سيف عنتره كي تراني
أُثير النقع ضباحاً حصاني
أعرني صهوة لأطير أعلوا
على جثث النكوص والإرتهانِ
أجالد كل مأفون زنيم
ويجتث الخنا ناراً سناني
هناك قبائل الأعراب أرخت
زمام تشرذمً رهف التفاني
تفرق شملهم ناعوج حرفٍ
إلهي تلعثم قد دهاني
متى أبصرتهم فالعسرُ حظي
فمنهم من تطاول في المباني
ومنهم من وهى شأنا
لغازٍ ونادم كلَ موتورٍ مدانِ
قفوا نبك على طللٍ لقوم
أضاعونا على تيه افتتانِ
قفوا نستصرخ الضاد اعتناقاً
لها من كل نائبةٍ تعاني
سألتك ما الذي أرداك حتى
وجودتك في الأسى حتى شجاني
فقالت لي أنا البحر المصفى
بكل لألئ المجد اليماني
ويعربُ منذ كنا خطا حرفاً
فصيحا لم يخالط باختيانِ
وقوم اليوم كم لحنوا كلاما
تخلخل رهف اسفاف المعاني
تغص الضاد بالحرف المدمى
وينحب نبضها نحب امتهان
على حالٍ بنا ازرى قميئٍ
فنغرق في السفاسفِ والهوانِ
من الجاني من المجني عليهِ
وكلٌ في اقتراف السوء جانِ
لسان الضاد كان لنا حصيناً
على مر الزمان من الزمان
وعى كل العلوم وكان صرحاً
على أوج التحضر ضوء بانِ
بأندلسٍ أضأنا الغرب فكراً
وألهمنا الورى والمجد دانِ
ولما أن سقطنا بإختلافٍ
على الكرسي تهنا في الرهانِ
أيجمعنا لسانُ الضاد حقاً
إذا افترق اللسان عن اللسانِ
قد إنحرفت قلوباً عن قلوبٍ
فتاه الدرب في غبش الدخانِ
ترانا أمةً في حرفِ خلفٍ
وما اجتمعت على حقٍ بآنِ
أضعناها على فحشٍ وغشٍ
فصار الحقل خصباً للزوانِ
رأتنا في مواكبنا حيارى
أسارى الريح والوهن المهانِ
بلادٌ اتخمت جوعاً ونفطاً
وكم جاعت مع القطط السمانِ
لقد صارت مداساً للأعادي
وقد رتعوا فصارت كالخوانِ
تولى أمرنا وغدٌ تخانى
وصار الحال في أمر الخيانِ
وتبكينا الحروف وقد فقدنا
لسان الضاد في سوق التخاني
نخون لساننا قولاً وفعلاً
ونقترف الخيانة في العيانِ
ولم نخجل بترحابٍ وودٍ
لمن سرق العروبة بامتحانِ
نسينا أنها لغةٌ تسامت
على ايقاعها سحر البيان
فصاحتها سمو الروح تزهر
وتلهج بالقداسةِ بازديانِ
بها ألق البلاغةِ من بديعٍ
تصيبُ القولَ عشقاً باحتضانِ
لمبتدأ على خبرٍ وحالٍ
وتمييزٍ وتشبيهٍ الغواني
على لون استعارتٍ تحلت
بأطياف وأبعاد المكان
من الذكر الحكيم بكل آييّ
هدايتنا إلى بر الأمانِ
على كل اللغات لها سمت
وراحت تداخلها بألفاظ الحسانِ
حوت لغة العلا كل اختراعٍ
بأوزان الترادف باتزانِ
قد اتسعت لمكتشفاتِ علمٍ
وطوعت الغريب من المعاني
لها رمزية التوحيد فينا
وغايتنا على نبض الجنانِ
نقدس حرفها طهراً وفكراً
تعالت في الخلودِ إلى العنانِ
يشكل حرفها لوحاتِ سحرٍ
تزين بالخطوط من البنانِ
بإيحاءاتها وردٌ وعطرٌ
وزهرٌ من فواح الإقحوانِ
أبو تمام شاعرها المحلي
ضفائرها بعطرِ البيلسانِ
هو المتنبي أعلاها بسيفٍ
شوارده على وهجُ الجمانِ
تقول لنا أقيلوا بي عثاراً
برص الصفِ في شرف الأوانِ
متى نصحو على ضبح المطايا
على ركب بعز رفيعِ شانِ
حنانيك امنحيني بعض وقتٍ
لأضرب رأس خوانٍ وزانِ
حنانيك ارفعينا بعد قاعٍ
على قمم السنا عز الكِيانِ
وظلي في سطور المجد شمساً
تضيء ولا تغيب بكل آن