الميتافيرس: عالم الأحلام  والخلود

نداء يونس | فلسطين

لتبسيط مفهوم الميتافيرس، يبدو الأمر أشبه بالعيش في حلم، يمكن للبشري التنقل في عوالم أخرى ومقابلة شخوص وعيش حيوات والإحساس بالألم والخوف والسعادة وحتى الإصابة بنوبة قلبية.

 إن الحديث عن الجسم الفيزيائي في عالم الأحلام أو الميتافيرس يصبح من الماضي، لكن خطورة الميتافيرس تتعلق أكثر بمسألتين: التحكم المسبق بالبيئة الرقمية والرسائل والعوالم التي يمكن تجربتها والإدمان الرقمي والذي لم ننج منه الآن ونحن خارج الشاشات.

 إن إدخال البشر في الشاشات بشكل تفاعلي سيكون بلا شك في منتهى الإثارة، العوالم ساحرة وقابلة للتحقق بشكل غير مسبوق، وإمكانيات الإفادة من التحول الرقمي في السفر الافتراضي والتحرك عبر العوالم بلا تكلفة سيجعل من الممكن الحديث عن مسألة الاستهلاك الرقمي للمنتج وتحول البشر إلى سلعة كما يمكن الحديث عن عبودية رقمية يتحول فيها الشخص نفسه إلى كائن في مختبر يمكن توظيف بياناته للفيزيائية وفوق الفيزيائية والتي تشكل ذاته وأصبح ممكنا الوصول إليها من خلال برمجيات الطب الرقمي والتطبيقات ذات العلاقة أو تحليل السلوك الرقمي من خلال مواقع التواصل، ثم إعادة إنتاجها ولاحقا تربيتها رقميا أي إعادة توجيه وبناء الذوات وإنتاج جيوش من البشر ضمن منظومات هيمنة أو لوظائف محددة.

إذن، يمكن الحديث عن السلع البشرية الرقمية التي يتم إنتاجها وإعادة إنتاجها والتحكم الكامل فيها ضمن إطار تسليع إنساني وهيمنة للأنظمة.

الحديث هنا عن نظير رقمي للبشر يتم من خلاله استنساخ الشخصيات البشرية في أخرى افتراضية وتدمير كامل لمفهومي المكان والزمان بحيث يصبح الحديث عن الخلود الرقمي للنسخ الآفتارية ممكنا – أليس هذا هدفا بشريا أزليا وسبب كاف للإثارة التي تدفع إلى الانغماس الكامل في ثورة التقنية الجديدة والتي بدأت من خلال انترنت الأشياء وعالم الألعاب والبيانات الضخمة ومعالجاتها فائقة السرعة وأنظمة التنبؤ الرقمي لكل مناحي الحياة من خلال الذكاء الصناعي، لا سيما ونحن نتحدث عن إعادة إنتاج البشري بالكامل وإعدام كامل للفيزيائي الذي سيصبح وسيطا للافتراضي.

هل ستكون الخطوة المقبلة إحلال الآفاتارات في الروبوتات بحيث يصبح من الممكن إنتاج الخلود في شكل افتراضي وتقني من خلال الآلة، وإنتاج بشر بصفاتهم الطبيعية الفريدة كآليين أكثر قدرة على مقاومة مشاكل البشر من موت ومحدودية وأمراض ومحدودية في القوة والتعلم والإدراك؟ وهل سينجو البشر حينها من هيمنة الصانع أو النظام الذي يتحكم بالكامل بها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى