تجاعيد الماء (50) .. صمت الرجال

سوسن صالحة أحمد | شاعرة وكاتبة سورية تقيم في كندا

 

أسئلة كثيرة تجول في خاطرها، تريد منه إجابة!
كما الطفل يسعى لإجابات على أسئلة تقتل طفولته وبراءته، يحوم حول أمه التي تتهرب منها، تحسب أنها فوق قدرته على الفهم، تستهين بمقدرته العقلية، تنسى حالته النفسية كيف لها أن تكون مع ضباب لاينقشع على وسع نظره، ربما تتوقع أيضا أن تلك الأِجابات سوف تثير غرائزه، أو تعمل في نفسها مشاعر لاتريد العودة إليها، لا تعلم أنها هي من لايستطيع التعبير بإجابات حقيقية ومقنعة وبسيطة، تجاري فضوله ونزعة طفولته في المعرفة والعلم دون إخراجه من براءته، حين لايكون هناك سببا يدعو أن يخرجه منها.
متى تخرج من صمتك؟
تتدفق شلالات اللغة من قلبك، تخترق حنجرتك المتشققة إلى ما بين شفتيك، تنساب إلى أذني وقلبي وجرحي وحرجي، وانحباسي مابينك وبيني، وبيني وبين أسئلتي.
أتساءل. .
متى تخرج من كبريائك المصطنع المتواري خلف أبواب أنوثتي، ولا تخفي وراء قراراتك المسبقة الإيجاد حقيقة كونك، كنه تكوينك، تلك القرارات التي تلبسني إياها وغالبا لا تكون على مقاسي، فتضيع فيني وأضيع فيها.
أيها المختبئ بصمته متخفياً بالأنفة والعظمة، ومن ورائه الكلمات على لسان ما فارقه التعبير رغم صراحة لبلاغة مستترة.
أتساءل. .
متى يكون الحوار بيننا مفتوحاً، كما اللقاء، دون حواجز وجدران وقيود؟ ! .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى