الأنـدلـس
يوسف عصافرة | فلسطين
لأندلسٍ تحن اليوم نفسي
لأروي من مـفاتنها جناني
بها الأطلال قد لبست سواداً
وضاع المجد في طـيَّ الزمانِ
ولم يبق من الأمجاد شيء
سوى ذكـرى تراءت في المباني
نساها العرب والأيام تُنسي
فكيف اليوم ينـساها بناني
بقرطبة جميل الشعر يُروى
وفي أفـيائها شـوقي رماني
وفي غرناطة الحمراء يبكي
زمـان العزِّ ايام الغـواني
نزلت بساحة الحمراء فجراً
نسيم الفجـر محزوناً أتاني
سكون الليل بالأرجاء يحكي
عن الأشـواق للقرآن حاني
أسود الحوض يعلوها شحوب
من الأحـزان مكتوماً شكاني
أيا فخر العروبة أين أهلي
بنو مروان هل عـادوا بثاني
لأطلال القصور يزيد شوقي
وفي سـاحـاتها زاد إفتـتاني
بها القِمريُّ غرد في خـشوعٍ
جميل اللـحن يُنْشِدُ للحسانِ
ألا يا دوحـة الأجــداد عذراً
فقلبي من لهيب الشـوق قاني
سـأبـكي والصـدور لها أنينٌ
لِمُلْكٍ ضـاع في حدِّ السـنانِ
شباب اليوم مخدوع “ببرشا”
وفي “مدريد” قد نظـموا الأغـاني
قصور العزّ يا أشبال ضاعت
ونلهث خلف أصـحاب الرهـانِ
لقرطبة العروبة زاد شوقي
وفي غرناطة التـاريخ جاني
بِـقـرآنٍ وإيـمــانٍ حَـكَـمْـنـا
ونـور العـدل يسـطع بالجنانِ