أيها العام 2022

سهام الدغاري | ليبيا
سأهبُك أيها العام ألواني
وكل حكايات الليل الواهمة
التي لم يفسح لها الصباح مقعداً خالِ بجانبه
سأهبُك
كل الطرقات التي مشيتها للنهاية
ولم أقف فيها عند نقطة كانت ستقسمني ثلاثة
كل التجارب التي لم تغادرني
وتلك التي مرت دون أن تحفر في ذاكرتي
كل الخوف
كل التسرب
كل ذكرى سوداء
كل ذكرى بيضاء
كل مايعنيني وحدي
وكل ما تركته عند المحطات العامة
فتمدد وفاض
يا أيها العام
نحن لم نعرف بعضنا بعد
فأنت لم يتجاوز عمرك لحظة
أما أنا فجئت قبلك بتسعٍ وأربعين
ولكنَّ الله شاءَ وتقابلنا
دون أن نعبر المسافات
أو نستهلك الوقت في التفكير كيف
تقابلنا وحسب
أنا بكل ألواني
بكل خيباتي التي سبقنني في النهوض
بكل حاجتي المُلحة لحواسي التي فقدتها
بقصائدي التي لا أهتم لها
بصباحاتي التي ماكانت تبدأ إلَّا
(بصباح الخيرِ يا وطناً)
وتنتهي غافية في عينيْ هذا الوطن
وأنت
أنت بملامحٍ لم يعرفها أحد
بكل هالات الغموض التي تغطي تفاصيلك
بكل فراغاتك المكتظة
بكل التنبؤات التي سبقتك
تقابلنا……
في اللحظة التي تخليت فيها عن كل شعر
وشعور
واستبدلت فيها مرآتي بصندوقٍ قاتم
أخبيء فيه أخطائي المفضلة
يا أيها العام
ها قد تقابلنا
فهات بياضك
وخذ كل ألواني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى