في روضةِ الأفراحِ
د. أيمن العوامري | القاهرة
في روضةِ الأفراحِ والعطرُ انتشرْ |
وملاعبُ العشّاقِ في ظلِّ الشجرْ |
والنورُ يسعى في مباهجِ عُرسهِ |
والشمسُ حمّرَ خدَّها لثمُ القمرْ |
والنخلُ في نزقٍ ويعبثُ بالقطا |
فتطيرُ في مرحٍ وتلتقطُ الثمرْ |
والماءُ يجري في الحقولِ مداعبًا |
نِسَمَ الصباحِ وطاردًا عنها الضجرْ |
طافتْ على عيني المباهجُ تبتغي |
سلبَ الفؤادِ منَ المواجعِ والغِيَرْ |
وتقولُ في سمعِ الزمانِ مقالةً |
هدأتْ لها الأرواحُ والحزنُ اندثرْ |
وفِراخُ أعشاشِ البراءة لم تعدْ |
تخشى على الأحلامِ هبّاتِ الخطرْ: |
“يا سعد أبناءِ الحياةِ وأمُّهُم |
تختالُ في حُلَلِ المحاسنِ والدُّرَرْ” |
يجلو بها شيخٌ مرايا عمرِهِ |
وتظلُّ أحلامُ الطفولةِ كالمطرْ |
فنزعتُ للإبحارِ في الأنوارِ والـ |
إذعانِ للرحمنِ من رأسي الفِكَرْ |
وشربتُ من كفِّ الزهورِ مُدامةً |
ردَّتْ إلى قلبي ترانيمَ الصِّغَرْ |
وعلى رفيفِ الطيرِ والكونُ انتشى |
مدَّ الغزالُ إليَّ نصلًا فانكسرْ |
وأعادَ رميًا والعيونُ تمدُّهُ |
فتبعتُهُ ونسيتُ من شوقي الحذرْ |
حتى إذا ألقى إليَّ تحيّةً |
ألقى الغرامُ إليَّ من رَطْبِ الزَّهَرْ |
فسألتُ عنهُ في مواسمِ لهوِهِ |
وعنِ العبيرِ ونهرِهِ الطاغي انهمرْ |
فازورَّ واتخذَ البراقعَ ظالمًا |
وارتابَ في قولي وعني قد نفرْ |
فبعثتُ عشاقًا ترقُّ لعاشقٍ |
وتريدُ للصبِّ النجاةَ من القدرْ |
قالتْ لهم بعدَ التَّمَنُّعِ ساعةً |
حُكمِ الدلال على المحبِّ المُحْتَضَرْ: |
“إنَّ ابنَ أحمدَ فاتكٌ يُخشَى على |
كلِّ الحسانِ فكم قلوبٍ قد كسرْ |
قولوا له: (إنَّ الظباءَ ضعيفةٌ |
والضعفُ سهمٌ للحسانِ على الوترْ |
وليرتقبْ بيضَ الديوكِ فإنَّهُ |
تلهو بهِ العُشَّاقُ أوقاتَ السمرْ)” |
فأتوا ودمعُ عيونِهِم عنهم رَوَى |
سيفُ القطيعةِ -يا متيمُ- قد نحرْ |
فعجبتُ من غدرِ الزمانِ ورميهِ |
أهلَ المودةِ بالمواجعِ والضرَرْ |
أوبعدَ ما يُبدي لنا عينَ الرضا |
يرنو بحمراءِ التوقدِ والشرَرْ! |
فشدتْ بلابلُ من طيورِ صبابتي |
لحنَ التوجعِ من تكاليفِ السهرْ |
ونصحن في دَوحِ التسهُّدِ عاشقًا |
يصفي الظباءَ مودةً دونَ البشرْ: |
“يا عاشقًا صورَ المفاتنِ إنَّها |
لمطيّةُ الأحزانِ تقذفُ في الكدرْ |
من عهدِ تَسكابِ المدامعِ في الصِّبا |
ولديكَ مبتدأٌ أشارَ إلى الخبرْ |
قد صرتَ من سحرِ العيونِ مخبَّلًا |
وتبيتُ تلتحفُ السماءَ على الحجرْ |
ومضيتَ تلتمسُ الشفاءَ من الهوى |
ففضحت طبَّ البدوِ واحتارَ الحضرْ” |
أتلمنني والروحُ رهنُ بنانِهِ |
والعقلُ منهُ -يا بلابلُ- في سفرْ |
أتلمنني والصبحُ بعضُ ضيائِهِ |
والليلُ من تلكَ الغدائرِ قد نظرْ |
أتلمنني واللهُ جلَّ جلالُهُ |
خلقَ الجمالَ ولابنِ أحمدَ قد غفرْ |
رائعة جداً
سلمت يمينك دائما مبدع
وفقك الله
بارك الله فيك د/أيمن ….رائعة