من بعض طقوس الكتابة عندي
حياة الرايس رواىية و شاعرة تونسية
مجتزء من سيرة ذاتية
… صحوت نشوانة متصالحة مع زمني و مع قلمي.. على رضا باذخ في النفس.. مازال النص يمثل عندي اعظم فرح يمنحه الانسان لنفسه.
ممتنّة لليالي الصّيف الجميلة و لغواية السّهرو الكتابة حتى الفجر بالفيراندا المشرّعة على الليل والقمر مرميّة على حشيّة بارضيتها الرخامية طمعا في برودتها هربا من حرارة الغرف، تحفّ بي أوراقي المبعثرة… تحت الياسمينة الوارفة التي اصبحت امتدادا لروحي بعدما سقيتها ماء حرفي: خطر لي ذلك مرّة عندما كنت اهمّ بتمزيق بعض المسوّدات بعدما نقلتها الى الكمبيوتر و قد عزّ عليّ رميها بحاوية الحثالة، خطر لي خاطر : لماذا لا انقعها وأسقي بماء حبرها شجرة الياسمين أنيسة سهري و رائحة مسائي و عطري المفضل … ومن ذلك الحين و أنا اشعر أنها امتداد لكلماتي و لروحي… لقد استوحيت المشهد من جدّتى و لم انس ذلك منذ صغري عندما كانت عمّتي على فراش الموت تحتضر كانت تسقيها بيدها الماء فترجعه من فمها، لم تكبّ جدّتي ذلك الماء و احتفظت بالكاس ، بعد ذلك سقتها لياسمينة حديقتها و كانت كل عشيّة تجلس تحتها مرّة تبكي و مرّة تجمع حفنة ياسمين و تدسّها في صدرها ـ تحت حصّارتها ـ و تتنهد “ما أفوح ريحة ـ حورية ـ بنتي” عندما تهب عليها نسائم العشية…و منذ ذلك الحين و الياسمين عندي مرتبط بتعلق الرّوح بالرّوح”