سأَحتاجُ عينيكِ في رحلتي بالقَصيدةِ

سائد أبو عبيد | فلسطين

أَرى في انتباهِكِ لي شجرًا للحنينِ

تسلقتُهُ باحِثًا عن خلاياكِ في نبرَتِي والقَصيدَةْ

على زغبٍ كانَ يطفُو أَمَامي رحيقُكِ

كانَ المَدى حطبًا قبلَ أَنْ ترفعي لي يديكِ

إِلى الآنَ قطنُ الأصابعِ يُبرئُ نَزفي

ويمسحُ ما دبَّغتهُ البرودةْ

أغاريدُ نجوى تَحُثُّ الطبيعةَ أَنْ تخرجي

مثلَ أَعشابِها

مثلَ أَقمارِها

كالطُّيورِ التي فوقَ أُخدودِ مرجٍ تُغني

تحفُّ الصَّبايا اللَّواتي تَعِبنَ

ورطَّبنَ صدرَ الهَواءِ بيومِ الحَصيدَةْ

بعينيكِ قامَ الحنينُ وصلَّى

سأَحتاجُ أَدعيةً مِنهُ لِي كيْ أَجيءَ خفيفًا

بِلا حزنِ ناياتِنا

لا أُريدُ مواريثَ أَحزانِنا أَنْ تظلَّ الهويةْ 

سأَحتاجُ عينيكِ في رحلتي بالقَصيدةِ

أَحتاجُها بالضِّياءِ لأَظفَرَ محرابِنا ناصِعًا

لا غباشَ بمصلاتِهِ

إِنَّ عينيكِ واضحتانِ 

وبالأنبياءِ رشيدةْ 

أقولُ اتركيني أغافلُ عينيكِ بالوَردِ

أجمعُ من نسغِها عشبةً للغوايةْ

أطيِّرُني هائمًا فاتحًا مِعطَفي للنَّسيمِ

سَئِمتُ جراحَ الحرائقِ في لغتي والنجيعَ

اتركيني اكتمالًا معي بالوَحيدِ المُرَفَّهِ بالوَردِ

واستَملِحي حُسنَ عينيكِ بِي

عانقيني

فإنَّ الغوايةَ في ظلِّنا بالسِّماتِ الحَميدةْ

تركتُ يَدي في نوافيرِ عطرِكِ بيضاءَ

فالتَحِفِي هيأتي

قد كرهتُ الشتاتَ

الضَّياعَ

الفِراقَ

وعينَ المَرايا البليدةْ

أنا النهرُ ما أَخرَسَتني الصَّحاري

ولدتُ مِنَ المَاءِ

هيَّأَني المَاءُ أوتارَ قيثارةٍ في يديكِ

فجُسِّي بعينيكِ شَوقي

خبايا القصيدةْ 

أَقولُ اتركيني قريبًا لأُمعنَ بالبَسمَةِ المُشتهاةِ

وبالضَّحكةِ الفارهةْ

سأنعسُ بي من مزاميرِ همسِكِ

أَصحو على مسطباتِ الصَّباحِ فتىً حاملًا

لحنَ ترتيلَةِ الحبِّ

كوني النشيدَ بِهِ

والعقيدَةْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى