زياد مبارك | كاتب سوداني
في البدء لا بد من وصل الشكر للدكتور عبد الله العقيبي على الدعوة التي مهّد بهاالطريق لمراجعة أفكاره والحوار حولها وإن كان مقاله أثار لديّ عصفًا ذهنيًا تمثّلَ دعوةً ذاتية بدون إنكار لفضل دعوته فيما يتداعى تاليًافي التعقيب على مقاله (الرواية الإجرائية، روائيون بلا روايات). وبطريقة ما وجدتني على آثار المقال أراجع أفكاري وهذه قيمة مضافة في تثمين ما كتبه العقيبي.
استعدت مطلع اهتمامي بالقراءة الأدبية في شقّها الفكري النقدي والتي تلت الإبداعي الشعري على وجه الخصوص، وهذه البداية في الاطلاع شكّلت القارئ الذي سأكون عليه فيما بعد. فخلافًا للمعتاد حيث يتجه المبدع لتثقيف نفسه بالمطالعات النقدية لتوجيه دفة إبداعه، بدأت من الاتجاه المغاير لتثقيف ذاتي نقديًا لأوجّه القارئ فيّ لاستخلاص المتفاعل في النصّ تقنيًا وفنيًا ليمحض أسلوبه الأدبي الخاص الذي يمثّل فرادة الكاتب عن الكاتب. ولكن ما بدأ بمقالات يسيرة في نقد الشعر والقصة القصيرة جدًا أدلى باهتمامي إلى الكتب النقدية التي اشتغلت على هذين الجنسين، ثم امتدّ بي مقام القراءة لكل ما يشتغل على النقد لأي جنس كان ولأمد طويل. لا أستطيع أن أصف ذلك النهم البحثي بأنه كان بحثًا فيما وراء سبائك النصوص الإبداعية فقط لما رافق ذلك من اهتمام بالقراءة في كل ما يخصّ الإبداع بشكل استقصائي ومنها الدرس السيكولوجي الذي يشرِّح المبدع، ليكشف عن نفسه وعقله وإلهامه واعتلالاته وإمكانات طاقته الإبداعية ومكامنها، وكوابحها أيضًا. وما يميز الأساليب الأدبية عن بعضها لغويًا وبيانيًا ودلاليًا. وبذلك انفجّت مساحة القراءة لمستوى لم أكن أتصوّره حين كان تساؤلي بسيطًا ومباشرًاعمّا يصنع جمال النص الأدبي.
وبتعبير عبد العزيز حمودة عن أصحاب المدرسة البنيوية حين وصفهم (بأنهم سجناء اللغة) بشكل ما وجدتني في القراءات الفكرية عن الآداب أكثر مما أكون بين النصوص الإبداعية، غير التي أقرأها عابرًة في التطبيقات والنماذج التي تشتغل عليها الدراسات والأطروحات الأدبية لنيل الدرجات العلمية.
أحاول أن أناقش فكرة د. العقيبي بدون أن أترك لتداعي الخاطر العنان ليأخذني بعيدًا عن الرواية الإجرائية، وفي إطار التعقيب افتتحت بما سبق لأصف القارئ الذي أنا عليه حيث قرأت في نقد الرواية ما لا أستطيع أن أحصره لأن ذلك النهم الذي مرده إلى القلق الذي يتملكني تجاه الفكري قبل الإبداعي، ذلك القلق المتسائل، وذلك النهم الذي امتد ليطال كل ما هو نقدي للراوية كتابًا كان أو مقالًا أو معجمًا. هو ما يمكن وصفه بالمساحة المريحة للقارئ التي إن وجدها أقام فيها. ولكن ضمن كل ذلك فلم أهتم بقراءة غير الشعر. ومؤخرًا اهتممت بقراءة الرواية، قبل فترة يسيرة في مدِّ القياس. وأثناء ما بدأت في قراءة الرواية بصورة راتبة اكتشفت أنني قد أضعت ذلك القارئ المتلقي العفوي الذي يدلف إلى النص الروائي بحثًا عن المتعة. وصار إرضاء النص لي يدهشني، وهذا التعبير حرفي لا على سبيل المجاز. بمعنى أن قراءتي صارت بشكل لا إرادي هي أشبه بمحاكمة للنص. لا وفق المفهوم الإجرائي الذي طرحه د. العقيبي بل وجدت أنني أقرأ الرواية كمنجز فكري. وهذا التعاطي كشّاف للنصولمن يكتب الرواية إذما كان يريد أن يسرد حكايته ويكتفي بذلك، وهذا ما عليه أغلب كتاب الروايات، وهؤلاء هم الروائيون بلا روايات.
عندما قدّمت نفسي لمنتدى نقدي على الأسافير الرقمية لتقديم قراءاتي النقدية للرواية السودانية، وبعد أن قدّمت عدة أوراق -لم أستوعب حينها لغفلة منِّي عن غرابة القارئ فيّ-لماذاأظهر مدير المنتدى استغرابه عندما علم أن محصولي القرائي لا يحتوي روايات كثيرة، وأنني في المنتدى أتلمّس طريق القارئ للرواية بجِدّة الاهتمام. وطلب مني أن أكتم ذلك لأن إدارةالمنتدى – حسب تعليله – قدمتني كناقد لمتابعي المنتدى فكيف لناقد للرواية ألا يكون قارئا لها. أجبته ببساطة الفكرة أن الحسِّ النقدي يستندعلى تذوّق ونظرية وتطبيق على نص ليس بالضرورة أن أكون قد قرأته. كنت ألفت نظره لأنني قارئ للنقد وفقط قارئ. ولكن ذلك كله ليس مهمًا إلا بقدر صلته بالرواية الإجرائية في توصيف العقيبي، وصلته بالحين الذي طابت لي فكرة كتابة رواية. وما دار في خلدي وقتها هو ما يتبادر بطبيعة البصمة القرائية تلك أن ذلك سيكون سهلًا بالمفهوم الإجرائي الذي بذله العقيبي. وهذا يفسر لمَ أعادني مقاله للوراء في مسار من مسارات القراءة سلكت فيه ضمن اهتمام واشتغال في حيازة الفكر أكثر مما أجهدت نفسي للكتابة عن مستخلص ناتج عن طول نظر، ومؤكد أنذكر العقيبي لتأملاته الفكرية التي امتدّت لعامين في مصطلحه يضيء تلك المساحة الذهنية التي تجري فيها تفاعلات الفكروتحليله وربطه واستخلاصه من المقروء لتأصيل أفكار القارئ المُنتِج.
بدأت في كتابة الرواية الأولى برؤية واضحة منذ البداية أنها تمرين سردي وبذلك الوصف وبما حدث بالفعل فهي إجرائية غير أن الفارق في كونها ليست للنشر أي أنها لن تكون بيد قارئ كالعقيبي ليصفها بذلك، ولكنني كنت مدركًا لكونها كذلك. ما دفعني في الرواية الثانية من هذه التمارين للانفلات من اتباع الإجراءات بحذافيرها (بالتواضع على أنها كما جرى تعريفها في اصطلاح العقيبي) ما أوقعني في أخطاء سردية غير التي وقعت فيها ضمن روايتي الأولى. فكانت هنا الوقفة للتقويم وللعودة لمجموعات أخرى من كتب النقد، خصوصًا كتب السرود التاريخية لاشتغالي على هذا النوع الروائي الأصعب في الرواية والملتبس مع المسرود في كتبالتاريخ الخام.
وتلك الوقفة طالت، لأخرج بقائمة أخطاء كثيفة اهتممت بمعالجتها نظريًا وبمقارنة النصين مع حزمة من النصوص والبحث في الكتب، ولولا أن صادفتني عبارة مفتاحية للخروج من المأزق في حوار مع واسيني لعرج لما كان بمقدوري لجم نهمي في القراءة البحثية القلقة في كتب هي في الأساس تثير ذلك النهم من قبل. ذكر واسيني في حواره بإحدى أعداد مجلة جمعية الروائيين السودانيين (جرس) إن وقوع مؤلف الرواية التاريخية في فخ محاكاة التاريخ بأسلوبه هو خطأ لا بد منه عند البدايات. كانت مقولته حاسمة للقلق المعرفي الذي كان يتملكني في الحكم على تجربة في كتابةالرواية امتدت لعملين. وكما تقول سلام خياط (رب مقال يغني عن كتاب ورب عبارة تغني عن مقال) فأضحت مقولة واسيني رافعة لتجاوز تجربتي السابقة إلى الرواية الثالثة باطمئنان كبير وبرؤية أنها لن تكون تمرينًا لما استخلصته من التجربة الكتابية البحثية من فوائد ودُربة كانت شاقّة وممتعة في آن. أظن أنني بذلك خلصت إلى القول بأن الرواية الإجرائية حتمية الحدوث في الجانب الأول للعنوان، جانب تجربتي في القراءة والكتابة معًا فيما يخص ويلحق بالرواية.
الجانب الثاني، ويطيب لي أن يبتدئ من تجربة سلام خياط حين قرأت إعلانًا في صحيفة لندنية عن ورشة للكتابة فانضمّت إليها، وأشارت بعد ذلك لدهشتها وهي تجلس لتلقي الدروس (بعد شهادتين جامعيتين وأربعة كتب.. رأيتني ذات يوم أجاور طلبة بينهم من هو في عمر أصغر أولادي، وأصغي لأساتذة ما ذاقوا ذائقتي ولا سبحوا في بحر لغتي، أنشد عندهم التفرد والجديد، فما وجدت لديهم ضالتي، ما شهقت شهقة عجب ولا نفثت آهة انبهار ولا ولا…)، فدونت كتابها (اقرأ، صناعة الكتابة وأسرار اللغة) وعنوانه مقروءًا مع الموقف ينتحي بجانب رأي العقيبي في ورش الكتابة التي أدرجها تحت التصنيف الإجرائي. وإن كان لي أن أراجع في مقال العقيبي فكرة بصورة خاصة فهي إشارته لانتفاء القيمة في الكتابة الإجرائية وهي فكرة أهملت دور القراءة في الكتابة، ما اعتبرتها سلام خياط تنهض لتوازي ورشة متكاملة للكتابة. وأمعن أكثر في مراجعة هذا الجزء من تنظير العقيبي عن القيمة التي ذكرها بدون تعيين (أفنية هي؟ أم في رؤى السارد؟ أم معرفية؟ أم…؟). هذا هام في محاولة لتقعيد مصطلح، الاكتراث بالتخصيص والتفصيل والتعيين حيث يغمض التعميم والإجمال والإطلاق المرسل. وهذا المبحث عن القيمة هوموضوعي عن المضمون بينما ينهض المصطلح لسبر الشكل والبناء، فهذا يحتاج لإعادة النظر في موضع المصطلح.
وعن المصطلح، فقد جاء في تعريف العقيبي الاصطلاحي يتضمّن حكمًا وهذا أيضًا يحتاج لإعادة النظر فالتعريفات وصفيّة ولا تطلق أحكامًا بل تجيء الأحكام بعد توظيف المصطلح في منهج الباحث الفكري حسبما ينتهج الوصفمع التحليل أو النقد أو معهما معًا. وهذه الإشارة لبنية التعريف للتنبّه وإلا فالمصطلح هو بالأصح رأي هو ما تعاطيت معه مهملًا وضع العقيبي له كمصطلح. والفكرة في اندياحها بدون توقف في التعابير واصلة بما تحمله من دلالة هي الأهم عند المناقشة.
في ارتكاز العقيبي على رأي لبهاء طاهر أورده في ثنايا كتابه (في مديح الرواية) أعادني إلى مقدمة ذلك الكتاب الذي يمثل ما لا يرضي ذائقتي فكنت حين مررت به قد اكتفيت بالمقدمة وتركته، يشبه هذا النوع من الكتب الدليل الذي يوجّه القارئ بما راق للكاتب، وطالما تصوّرت القارئ حرًا من قيد كهذا، قيد أن يقرأ ما يروق للآخرين ليقتفي آثارهم، بل حرية القراءة في إشباع الحاجة المعرفية التي تتباين من قارئ لآخر. وفيما ذكره بهاء طاهر في دليله الروائي، اختباريه للتحقق من الراوية، حقيقية هي أم زائفة: اختبار حكم الجمهور واختبار البقاء في الزمن. وما لفتني حين أعادني مقال العقيبي لذلك الاقتباس من المقدمة، أنني لم أتوقف فيما ذكره بهاء طاهر عن إسقاط حكم الجمهور الذي قد يحكم بالجماهيرية لصالح روايات لأسباب لا علاقة لها بالفن حسب تعبيره، ويهمل روايات عظيمة لم يستطع الجمهور في تقديره تذوقها. وهذا تناقض فج كمن ينقض غزله بعد إبرامه، فالجمهور اختبار للرواية وفي ذات الآن حكمه يصيب ويخطئ، فكيف يكون معيارًا إن كان يخطئ. ورأي كهذا يمثل فورة النقاد المصريين على جماهيرية روايات الإثارة والمغامرات التي أرسى قواعدها الجماهيرية د. نبيل فاروق ود. أحمد خالد توفيق، بينما كانت الروايات التي ترضي الناقد الذوّاق لا تلقى ذات الصدى الجماهيري ما أثار تبرّما معلنًا في ذلك الوقت، وقتما نشر طاهر كتابه في عام 2004.
صدر كتابه قبل حصوله على جائزة بوكر عن روايته (واحة الغروب) بأربعة أعوام، وربما لتغير رأيه بعد ذلك في هذه المقدمة. أي لا توجد معايير ثابتة غير اختبار البقاء في الزمن الذي خاضته واحة الغروب ونتيجته معروفة. وبذكر بهاء طاهر واقتباسه فصافيناز كاظم التي فرضت نفسها أثناء ترحُّم محبيه عليه واقترن اسمها به في خاطري رغم بعد المسافة بينهما على مستوى المقروء فهي تقول عن الكتابة في سياق ذكرها لكراستها في مرحلة الدراسة الابتدائية (لم أفكر أن أكون كاتبة لأنني كنت أعتبر أنني كنت وانتهينا) وتسند موقفها إلى وُلوعِها المبكر باللغة ورنين الألفاظ، ما يقودني إلى مراجعة تطرأ على مقال العقيبي الذي وقف عند الإجراء ولم يشر إلى دور الموهبة الإبداعية في إنتاج النص الروائي وهي الأساس الذي يصفه ضياء الدين بن الأثير بأنها الطبع وشبهه بالنار (كمثل النار الكامنة في الزناد، والحديدة التي يُقدح بها، ألا ترى أنه إذا لم يكن في الزناد نار لا تفيد تلك الحديدة شيئًا).
وابن الأثير كالجاحظ وأبي هلال العسكري وابن قتيبة وغيرهم ممن صنّف عن التأليف والنظم ينظرون للكتابة على أنها صنعة. وفي ذات السياق الذي مضى فيه العقيبي يقول ابن الأثير، مخالفًا للعقيبي، ومنحازًا لإجرائية الكتابة (اعلم أن صناعة تأليف الكلام من المنظوم والمنثور تفتقر إلى آلات كثيرة، ومِلاك هذا كله الطبع، فإنه إذا لم يكن ثمّ طبع فإنه لا تغني تلك الآلات شيئًا)، وهي ما تعرف في لغة المتكلمين في راهننا بأدوات الكتابة التي تهتم الورش الإبداعية والكتالوجات بشرحها وتطويرها، مع غفلة (شنيعة) عن توفّر الملَكَة الفطرية في طبع المبدع خِلقَةً موهوبة لا يمكن اكتسابها أي المقدرة على الخلق الإبداعي وموائمة الذات لذلك.
سأقف عند مقولات للعقيبي في مقاله، والذي برجوعي إليه لأقنصها أجدني أزداد إعجابًا بما كتب في مقاله الواصف للإبداعي والثقافي في آن. واستجابة لطلبه باقتراح تعبير أكثر دقة للحالة فأعتقد أن النظر إلى الرواية الإجرائية كظاهرة يغني جوانب تناولها ولا يلغي المسمى الذي انتدب العقيبي قلمه لأجل تثبيت فضل اجتراحه المنسيالذي لم يخف أنه الدافع لكاتبة المقال. فهي ظاهرة موجودة ومعروفة منذ ابن الأثير وما قبل زمانه، فليس كل من كتب قد كتب، ومن يرجع إلى كتابه المثل السائر يلمس صدى ما ذكره العقيبي.
وعلى وجه الخصوص لأن التعريف الاصطلاحي غير أنه يتضمّن حكمًا فقد تضمّن نقاطًاهي خلافية بطبيعتها ولا يمكن الاتفاق عليها مثل،اقتبس: (هذا الشكل الروائي وإن كان يتوفر على القصدية، إلا أنه يذهب باتجاه المراتب الدنيا منها، ولا يحاول الاقتراب من مستوياتها العليا، وبالتالي يحقق البعد الإجرائي فقط) وهذا رأي نقدي يمكن الاختلاف حوله أي لا يمكن دمجه في مصطلح يطمح للضبط تمهيدًا للتحليل والنقد.والعبارة فضفاضةهي ذاتها تحمل بذور الخلاف حولها فلا يمكن أن تجيء في محل الضبط التمهيدي للتأصيل الذي يلحق بها، هي ذاتها بجملة واحدة (غير مضبوطة). لذا فلم لا نقول أن لدينا ظاهرة ونصفها بأنها كيت وكيت وينداح النقاش بدون أن نلمس أن اجتراح المصطلح مطلب مهم في ذاته.
أعتقد أن أهم ما جاء في المقال إشارة العقيبي للحكاية وعناصر الخطاب الروائي. وفعلًا أدركت وعيه الكبير واقتداره إذ ليس هو العابر عبور السابلة بل له وقفات فكرية جادة كما ذكر في مقاله شيئًا عن تأمله الفكري واستغراقه فيه. وحقًا تلك هي الحكاية التي يصعب على المؤلفين نقلها إلى طورها الروائي فيما يعرف بالخطاب الروائي وراويه والمروي له. وذات تعريف الرواية يجعل منها إجرائية بالضرورة لأن تطوير الحكاية إلى خطاب يتم باستخدام عنصر وظيفي هو الراوي. وعلى كل حال فقد قبض هذا الجزء على التعليل لفشل معظم الروايات من الناحية الشكلية. وأضع بجانبه تعليلًا لا يقلأهمية يشير للروائيينالذين لا يقرأون، وفي حالة القطيعة مع القراءة هذه ينبرون لتوجيه (خطاب روائي) وأنّى لمن كان وفاضه خاويًا أن يملك القدرة على شحن ما يفترض أن يكون خطابًا مشحونًا بحمولة دلالية غنية بآلة عقلية تراكمية المعرفة. هي حكايات تنضح شخوصها وأحداثها بالأحرى. والحديث يطول بينما المقال أثار نقاط كثيرة جدًا.
وختامًا أدعو د. العقيبي لمراجعة ما وصف به التجريب الروائي بأنه نوع من المراوغة ومكوّن فنيّ مرتبك. أتفهّم أن بعض النماذج دعته إلى وصف محاولات التجريب فيها ولكن التعميم الجازم، هكذا، مخلّ جدًا بكنه الإبداع الذي هو التجريب نفسه مع الاحتذاء الإجرائي بالتجارب السابقة وهذا ما يجعل لكل تجربة بصمتها الإبداعية المختلفة. ثم عليّ أن أشكر للعقيبي حضوره النافع والجديّة التي تناول بها همّه الثقافي والفكري، ولأنه تقاسم كل ذلك وأثار وأفاد.
—————
* مقال د. عبد الله العقيبي في موقع المنور:
https://www.almanwar.com/publications/procedural-novel?fbclid=IwAR0bnUpl0FMB86y3mq6P5NdzztJeb_ww0d7O1ds60zYNzpyXSi0kmwTOPGk