
محمد ابوحلاوه | القاهرة
تحت أضواءٍ تتباركُ بأنفاسِ الإبداع، احتفت إلاسكندرية بعودةِ “شيخ الشعراء” أحمد الحمله، أبو الأجيال، إلى الساحة الثقافية، بعد رحلة شفاءٍ ألهمت القلوبَ بصبرِ الأديب وعزيمته. في أمسيةٍ حملت اسم “يوم الوفاء”، اجتمع عُشَّاق الكلمة في قاعة “سمارت فيجن” ، التي تحوَّلت إلى مركبٍ من نورٍ يحملُ أجنحةَ القصيدة مثل البحر تتلاطم امواجه بعنفوان قصيدة يتبعها اجمل منها بينما يزيد المد والجزر الشعري إلى عنان السماء، بتنظيمٍ من اتحاد “ليالي الفن والإبداع” و”رؤى العرب”، برعاية جريدة “زهرة التحرير”، وبحضورٍ ثقافيٍّ لامعٍ.
بتناغمٍ يُحاكي نغماتِ القصيدة العميقة، أدارَ دفةَ الحفل المدير التنفيذي **علاء عبد العزيز** نسج خيوطَ التنظيم بدقةِ شاعرٍ يهندسُ بيتَ القصيد. لم تكن الأمسيةُ مجرد احتفاءٍ بعودةِ الحمله، بل كانت “انتفاضةً ثقافية” تكرّم مسيرةَ رجلٍ حوّلَ الألمَ إلى إبداعٍ، والغربةَ إلى حروفٍ ترفرفُ فوقَ الجراح.
بدورها، أكدت د. منال أيوب، رئيسة جريدة “زهرة التحرير” في تصريح خاص، أن رعايةَ الحدثِ **”واجبٌ نحو من سكبوا عمرهم في ترابِ الهوية العربية”، مشيرةً إلى دور الجريدة في دعم المبدعين.
ألقت الشاعرة الأردنية وداد القراله ، أمين عام مؤسسة التمني، كلمةً أضاءتْ فيها شمعةَ الإبداع، قائلةً:
>”عندما يعودُ الشاعرُ الكبير، تعودُ الروحُ إلى جسدِ القصيدة، وتُشرقُ أرضُ الثقافةِ بنورِه الذي لا يغيب”.
ثم اهدته درع تكريم جريدة زهرة التحرير يحمل اسم يوم الوفاء.
لم تخلُ القاعةُ من لمساتٍ فنيةٍ جسّدت حكايةَ الشفاء؛ فبين لوحاتٍ تحمل صورة الحملة تروي مسيرةَ الحمله، وأنغامٍ موسيقيةٍ تعانقُ الكلماتَ، ظهرَ الشاعرُ الكبير كـ”طائر الفينيق”ينهضُ من رمادِ التحديات، ثم القى الحضور قصيدةً له هزّت المشاعرَ هزًّا، فكانت كلماتُه:
> “نهرًا من الذهبِ يسري في عروق الحاضرين
> يُحيي الوجوهَ.. ويُذيبُ الصَّمتَ بين السطورِ!”
شارك في تغطية الحدثِ محررا جريدة “زهرة التحرير” الأستاذة وفاء سامي والأستاذة زينب حساب، اللتان أبرزتا تفاصيلَ الأمسيةِ بروحٍ إبداعيةٍ، حيث قالت
وفاء سامي:
> “ليلةٌ اختلطتْ فيها أنفاسُ البحرِ بأشعارِ الحمله.. كأنَّ الإسكندريةَ تُرسلُ تحيةً إلى كل العواصم العربية!”
بينما وصفت زينب حساب الحدثَ بأنه:
> “لوحةٌ فنيةٌ بخطٍّ عربيٍ.. تَسْتقي ألوانَها من روحِ الأصالةِ!”
لم تكن الأمسيةُ بمنأى عن نجومٍ أضاؤوا سماءَ الفنِّ والثقافة، حيث حضرها المخرج المسرحي الكبير سيد ياقوت، الذي علّق في تصريح خاص قائلًا:
> “الحملهُ يُذكِّرُنا بأنَّ الشِّعرَ مسرحٌ.. وكلُّ كلمةٍ فيهِ مُونودراما تُحيي الروحَ!”
كما أضافت لمسةً فنيةً مُشرقةً الفنانة المتألقة رشا ياقوت، التي عبّرت عن سعادتها بالحدث:
> “هنا حيثُ تلتقي الألوانُ بالكلماتِ.. نُدركُ أنَّ الإبداعَ بحرٌ لا يُقاسُ بعُمْقِهِ إلّا بِعُمْقِ المشاعرِ!”
غادرَ الحضورُ والقاعةُ ، تاركين وراءهم ليلةً أثبتت أن الثقافةَ المصريةَ باقيةٌ ببقاءِ رموزها، الذين يصنعون من الألمِ جمالًا، ومن الفراقِ لقاءً يُعيدُ الروحَ إلى ساحةِ الإبداع.
“وأن الإسكندرية.. حاضنةَ العظماءِ
تُعِيدُ إلى الشِّعرِ تاجَهُ.. كلَّما غابَ الشُّعراء!.