يا مصرُ عودي
محمد نصيف
ظَمِـئْـنا إلى غـيـثِ العـروبـةِ هاطلا
فيا مصرُ فـيـضي وابلاً فاضَ وابلا
///
تَحِـنُّ لـدفــقٍ مِنْ نـداكِ جـروحُـنـا
فصبِّي بـأعـمـاقِ الجـروحِ جـداولا
///
سنونَ عجافٌ قدْ عَصَرْنَ ضلوعَـنا
فـثوري على قحطِ السـنـيـنَ سنابِلا
///
غـيـابُـكِ ألقى في الـقـلـوبِ مـرارةً
وما قَـبِـلَـتْ عنكِ الـقـلـوبُ بـدائـلا
///
وتدرينَ أنَّ الحزنَ جفَّفَ نـبـضَـنا
وأنّا حَـنَـتْ مـنّـا الهـمـومُ كواهـلا
///
تَوسدتِ الأوجاعُ نـزفَ جـراحِـنـا
وما زالَ شعـبي عَنْ هواكِ مناضلا
///
ومَنْ يعـتـقـدْ في أنَّ حبَّكَ قد عَـفَـا
يكنْ في معـايـيـرِ المحـبَّـةِ جـاهـلا
///
ولكـنَّـنـا ندري بـصـمـتِـكِ ثــورةٌ
ستُحيي مِنَ اليأسِ العـميقِ تفاؤلا
///
تَـتُـوقُ إلى نورِ الخلاصِ دروبُـنا
فحُفِّي دروبَ الزاحفـيـنَ مشاعـلا
///
أديمي بروحِ الـثـائـريـنَ لهـيـبَها
وكونـي بأركانِ الـطـغـاةِ زلازلا
///
وجرّي بساطَ البؤسِ ممنْ تجبّروا
وهُمْ سافلٌ يأتي لـيَخْـلُـفَ سافـلا
///
لقد أطفأوا شمسَ العـراقِ لآمةً
أبى حاكمُوكِ العـيـشَ إلا أراذلا
///
وقدْ حَطَّموا للقدسِ أسوارَ حُلْمِها
فكانوا بأيدي الغاصبينَ معاولا
///
سيرشدُ (شينُ العابدينَ)* كثيرَهُم
وهمْ راحلٌ عـنها سيـتـبعُ راحلا
///
فمُدّي إلـيـنا للـفـداءِ معـابــرًا
لنلقى الأماني شاعـرًا ومقاتلا
///
أعيدي لساحاتِ الكِنانةِ إرثَها
ولا تقبلي دونَ النجومِ منازلا
///
وقومي استردي في الحياةِ كرامةً
أزيحي الذي فيكِ استخفَّ مخاتلا
///
على الجرحِ سيري للنزالِ تَجَلُّدًا
وغيظي الذي أجرى عليكِ النوازلا
///
وردّي إليكِ المجـدَ لا تَـتَـنّازلي
فَـمَا أنتِ ممّنْ يُحسنونَ تنازلا
///
وعودي إلى حضنِ العـروبةِ حرَّةً
فما زلتِ شغـلاً للمحبِّينَ شاغلا
///
ستبقَينَ في ثغـرِ الزمانِ حقيقةً
لمَنْ كانَ عَنْ معنى البطولةِ سائلا
ــــــــــــ
(شين العابدين) هو الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي بعد ثورة تونس التي انطلقت في 14 كانون الأول 2010 .