كِذبَةُ الغَيم
مصطفى مراد | العراق
أ ولم يأتِ رسولٌ بِخَبَرْ
مِنكِ أن ها قد عرى الليلَ خَدَرْ
وَبأنْ صوتُ ندائي هزّكِ
مِثلما اهتزَّ مِنَ العصفِ شَجَر
وَاذنتِ واستفاقت صحوة ٌ
وَطغى العشقُ عليها وَظَهَر
فَلِماذا جحدتهُ روحُكِ
وَلماذا قلبُكِ الصافي كَدَر
رَغمَ أنْ عَيناكِ فيهِ آنَسَت
أثراً فاستعجلي ذاكَ الأثَر
حَمَلتنا سفنُ الحلمِ على
موجةِ الطيفِ وما منهُ مَفَر
وَرمتنا في ضفافٍ حفظت
وِدَّنا وابتعلتهُ واندَثَر
أيُّنا أولى بِما قد نالَهُ
مِن قلوبٍ رجمتنا بِحَجَر
فَأماتت ما تَبَقّى عَنوة ً
أيَموتُ الضوءُ في حضنِ القَمَر
يَتُها الماذا أُسميكِ إذا
جنَ ليلُ الشوكِ والشوقُ حَضَر
لا سبيلَ الانَ إلا فريةٌ
صًدِّقيها – كذبة ُالغيمِ مَطَر
أكثري مني وإنْ لم تُؤمني
إنَّ ما بينَ ضلوعي قد كَفَر
وَافرشي الريحَ بساطاً قادماً
مِن اساطيرِ الجنونِ والغَجَر
عِلّة ُ الإيقادِ في إطفائِها
أهونُ الشرِ ضِرارٌ أم ضَرَر
مَاجنٌ هذا الشعورُ يَصطلي
شَهوة َ الحرفِ إذا الحرفُ استَعَر
فَكِلانا قابضٌ جمرتَهُ
فَوقَ جُرفينِ تأني وَخَطَر
وَاسقِني كأسَ اللمى واستغفري
إنَّ ربَّ العرشِ لو شاءَ غَفَر