كيف تعرف أنك رومانسيٌّ؟ وما الفرق بين الرومانسي والعمليّ والبخيل؟

داليا الحديدي | كاتبة مصرية

إن وسادة واحدة لن تحمل يومًا إثنين من الرومانسيبن، كما إن مفاتيح العالم لن تفتح قلوب البشر للبخلاء، أما جووجل ومحركات البحث فتسبح كلها بحمد الإنسان العمليّ.

■ ■

تصنف الشخصيات الرومانسية كأقليات مقابل العمليين كونهم الفئة الأكثر ثقلًأ وتأثيرًا في العالم مع وجود نماذج شاذة من البخلاء.

 قد لا يمت الشخص العملي للبخل بصلة، إلا أن هناك شخصيات مركبة، تجتمع فيها خصلتي البخل والعمليّة معًا، لكن محال أن يكون الإنسان بخيل ورومانسي، أو عملي صرف ورومانسي بالوقت ذاته.

يجتهد العمليّون لبناء هوية ذاتية تستهدف التفوق بخطة ذات بنود، إذ يعنيهم صورتهم لدى الناس وما سيقال عنهم عقب وفاتهم. لذا، يولون عناية بمظهرهم كونه جزء من رأس مالهم، ولشحن أنفسهم بترددات طاقية تشع نجاح.

لذا فالتأنق للعمل بملابس مناسبة يحتل حيزًا من تفكيرهم والعناية “بلووك” البساطة في النادي يستهلك مجهودًا منهم Effortless look

الشخصيات الرومانسية عاطفية بالسليقة وهدفها الاستمتاع، وهم أقل بذلًا للجهد في تحقيق أهدافهم من العمليين.

فالمرأة العمليّة، قد تُزيد الخِضاب لأنها في الصورة ستبدو أجمل، والصورة أبقى وأخلد. أما الرومانسية، فمعنية بالظهور بشكل أجمل في الواقع، ومن ثم فلا تبالغ في التبرج كي لا يُحيل مظهرها الحقيقي للبشاعة وإن بدت فوتوغرافيًا أجمل.

-بالمقابل، فهدف البخيلة الوحيد هو عدم الإنفاق على مستحضرات التجميل، فهي تنتشي بشخللة الدنانير وغير معنية لا بشكلها في الواقع ولا في الصور ولا تنصت لهذا الهراء.

العملي يولي عناية بكيف سيبدو.

العاطفي يعنيه كيف يكون.

البخيل لا يأبه بكيف سيبدو أو سيكون، فهو معنى بتأمين نقوده فحسب.

العمليّون لا يشبعهم سوى الإنجاز.

الرومانسيون لا يشبعهم سوى الإحساس.

البخلاء يشبعهم الإمساك بالأساس.

 ■ ■

العملي يُدون أولوياته وملتزم بأجندته بمجهود متطور، مستمر ومركز.

يحب أصدقائه، لكنه يقنن الإجتماعيات لعدم هدر الوقت.

العملي ينأى بنفسه عمن يسقطون عليه هواجسهم لتحييد المحبطين أو المشككين بقدراته كما يُحيد مشاعر الخوف من الرفض فيما يعجز الرومانسي عن الحياد.

لا أولوية ولا مخاوف للبخيل سوى الكاش.

■ ■

العملي يُحب الطعام، لكن يخشى عواقب الشره، فيعلي أولوية صحته وهندامه مستعينًا بقدرته على الإلتزام بثلاث وجبات متوازنة، ونادرًا ما ينقنق.

أولوية العملي لمظهره أمام الناس، فيدخر أفخر الثياب وأثمن أواني “النيش” للإستخدام بحيال الضيوف أو لحضور المناسبات، فيما يأكل -عادة – بالمطبخ، ويقلل استخدام الصحون، ويكتفي بملعقة، فلا شوك أو سكاكين على مائدته، كي لا يرهق لاحقًا أو يعرض “السرفيس” للكسر، إلا في وجود خدم لا يدفع هو أجرتهم.

العملي يُكرم الضيف، لكنه أولوياته للنقد والوقت، فلن ينجرف في ضيافة زائريه بترحيب مُكلِف، لكن سيقدم الضيافة بالمعقول.

الرومانسي يبذل دمائه لسقيا الأحبة، وينفق في الذبائح ويشتري إبتسامة أنيقة مميزة، بأثمان باهظة.

■ ■

يتفق الرومانسي والعملي في معرفة دروب النجاح، لكن الرومانسي يفشل في الإلتزام بخارطة الطريق وأولوياته ليست للوصول للوجهة بل للإستمتع بالرحلة.

العملي لا يستمتع بالرحلة بل ساعة الوصول للوجهة.

البخيل، لا يؤمن بتلك الحماقات ولا يتأنق لزوار، وملابسه معتقة بل موروثة ويقبل الصدقات، فربه الدولار ودينه الدرهم والدينار “بلا رحلة بلا وجهة “فسعادته خزنته

■ ■

العمليون يتضررون من السلامات الحارة، فكثرة العناق تثير حنقهم ويَنهجون من عبارات المجاملة وبعضهم يجد صعوبة في غمر أولاده إلا لمناسبة، وإن حدث.. فخطف.

العملي قنّاص، فلو حجز “برانش” فسيكون التركيز على البروتين والبحريات ويتعمد هجر النشويات و”الأباتيزر” اللهم إلا سلطات السلمون.

■ ■

يعرف عن العملي مرونته في الحياة العملية بينما تجده مباشرًأ في حياته الخاصة، فيدخل “طشم” في الموضوع، فلا طاقة له في اللف والدوران، حتى في علاقاته الحميمة، يتأذى الرجل أو المرأة العملية من مرحلة المداعبات المعروفة بالـ  Foreplay

فالعلاقة تستهدف تفريغ الطاقة سريعًا.

لا ينجرف العملي لفتايات الليل، فزوجته أوفر “أبو بلاش..كتر منه”، كما لا يأمن نقل الأمراض أو السرقات التي قد تحاك ضده من بائعات الهوى.

بالمقابل، تجد الرومانسي، يمهد للعلاقة بطقوس وشموع وضوء الخافت لمضاعفة الإستمتاع للطرفين، ويعنيه أداء ماتش ممتع لا مجرد تسديد أهداف، “فالأورجازم” الطويل القوي ليس وحده الهدف، وإن كان إضافة.

وإن اضطرتكم مصائب الأقدار للإقتران ببخيل، فلا برانش ولا ملاطفة.

و لو فكرت الزوجة في اضافة شموع، فقد تسمع من شريكها البخيل التالي

:”كاندل نايت ايه وهباب ايه، لن ترتاحي إلا بعد اشعال حريقة في البيت”.

إجمالاً

الرومانسي يُحب

العملي يُجانس

وحده البخيل يَستنمي.

■ ■

البخيل لا يطلق بل يتم خلعه، ولا يخشى اللقب بل يفاخر ببخله، على أنه أقل الثلاثة جرأة على الخيانة لأنها مكلفة.

أكثر البيوت إستقرارًا من نصيب العملي سيما لو كريم، ولو تفاقمت المشاكل، يساوم ويفاوض  ويلجأ للإبراء قبل الطلاق، كما أن خيانته محسوبة العواقب، فلن يجازف بسمعته، سيما في ظل وجود مواقع الكترونية تقدم خدمات الهوى مجاناً.

الرومانسي مزواج، مطلاق وهو أكثرهم وفاء في أول الزواج، واجرأهم على الخيانة في الشوط الثاني.

■■

العملي ضليع بوسائل صيد “اليورو” والحفاظ عليه وتنميته لكن لا يعنيه التكنيز بل يقبل بالشِراكة إن آمن للشريك، ومفطور على المجازفة، فضلًا عن تمتعه برؤية مستقبلية، فهو يخطط لمستقبله، وقد يقرض بيساريا لصيد حوت، فليس مستحيلًا أن يعير سيارته، كما يخطط لصف مركبته بالظهر ليُيَسر لنفسه عملية الخروج بوجهه لاحقًا.

العملي يعشق قيادة أقوى أنواع السيارات “8 سيلندر” ويثمن رباعية الدفع “والبورش”، بينما العملي الأورثوذوكس يخصص عربة “2 سيلندر” تشم بنزين لمشاوير السوق.

الرومانسي يحتفظ بسيارة والده وينظفها ويفحصها بين الفينة والأخرى دونما استخدام.

يرفع البخيل سيارته ولا يتسخدمها سوى في المناسبات ولا يتحرج في طلب توصيلة من المعارف.

■ ■

البخيل معنى بهدهدة الفلس، إذ يُنزفه الإنفاق، لكنه غير متكالب على تنمية أمواله ولن يجازف بمدخراته بالزج بنفسه في مشاريع، ورافض للشراكة، ولا خطط مستقبلية لديه سوى تأمين الموجود.

أخي الرومانسي، ينتشي بالصرف، ولا يدخر مليمًا للورثة كما لا يتألم لخسارة المصاري، وقد يخطط للنجاح -فقط- للإنتقام لكرامته بمعاقبة من خذلوه. أما سيارته فيقرضها للمعارف، كما يَصُفّ مركبته بالوجه، وساعة الخروج، يحلها الحلّال.

■ ■

يدرس العملي القوانين الكونية ويطبقها للإستناد عليها للنجاح كما يدرس ذهنية الناجحين.  

قرارات العملي حدسية وسريعة كونه مدرب حاله على نمط تفكير منطقي.

قرارات الرومانسي حدسية لكن بطيئة ويمنح المزيد من الفرص على حساب مشاعره لذلك حين يرحل ينهي العلاقة بقناعة.

لا قرار للبخيل سوى الإمساك والباقي شكليات.

■ ■

إقبال العملي على القراءة يصنف إقبالًا كميًا كونه يعد الإطلاع من إنجازات يومه التي يفاخر بها.

إقبال الرومانسي على القراءة نوعي ويمنح لنفسه وقت للتفكر والتدبر والتحليل في مطالعاته.

أما البخيل، فثقافته سمعية وبصرية ولن يجهد نفسه في التحليلات.

العملي -وإن كريم- إلا أنه يَقِظ لهاجس الوقت، ومواعيده دقيقة، كما أنه لن يسفح دقائقه هاتفيَأ إلا لدواعي المصلحة والعلاقات العامة -ثم- الإنسانية، وبتّار في قدرته على إنهاء المكالمات، عوضًا عن أنه أوعى من إجراء الإتصالات الدولية إلا في حدود الضرورة،  وعقله لا يستوعب لجوء البعض للمهاتفة، فيما يستطيعون التواصل عبر شبكات التواصل مجانًا، ولا ينزعج من ضعف الخطوط، بل إن بعضهم يقوم بضبط الإعدادات في جوالاتهم لإنهاء المحادثة تلقائيًا عقب ثلاث دقائق في حالة إتصالهم، وخمس دقائق، في حالة استقبالهم لإتصال.

لن يتصل البخيل أساسًا، لا أرضي ولا جوال، لا محلى ولا دولي فهو متلقي فحسب.

الرومانسي يبادر بالتواصل ويطيل المحادثة.

العملي مكافئ.

■ ■

لا يتمسك العملي بضيفه إلا بتظاهر شكلي، وإن فعل ذلك بلسانه، فهو أحرص على أن تسانده باقي الجوارح على الإنكار، فيضع ضيفه بمقعد مقابل الباب الدار ليحفزه على الإنصراف أو يلجأ للتثائب والتثاقل وتجنب إلتقاء الأعين، ولا يتوارى عن مطالعة ساعته كرسالة للضيف أن “ارحل”.

بالمقابل، يغلق الرومانسي باب داره بالمفتاح على الضيف وإن مرهق.

أما البخيل فلا يستاء من طول بقاء الزائر، كونه لن يجهد نفسه في ضيافته، عدا أنه غير معني بالوقت.

■ ■

الشخصيات العملية إيجابية ولا يسيئها مكسب الشريك بل ترحب بالربح الجماعي، فهم يدركون أن النجاح عملية تبادلية ومشروطة بالخدمات التي يقدمونها للأخرين. Win- Win situation

البخيل، أناني ويعنيه الإنفراد بالملعب، ويرى في مكسب سواه خسارة له

الرومانسي لا بتكالب على “البت كوين” بل يتقبل الخسارة بأريحية.

العملي يهادن، يسايس، يقايض ويصالح، وهو الأصلح للعمل السياسي والتجاري لقدراته التفاوضية العالية.

لا يصالح البخيل ولا يقايض، لكن يتصالح بجزرة أو خشية ضياع الجزرة، ومناسب لروتين الوظيفة الحكومية، فهو مصفر من الإبداع أو الخلّاقية.

مشكلة الرومانسي أنه يصالح ولو مظلوم أو يقبل الصلح لدواعي نفسية، إلا أنه لا يهادن، ولو قايض فمزحًا. وهو بلا منازع أكثر الشخصيات إبداعاً في العمل الفني والأقدرعلى رسم البورتريهات كونه يلتقط تفاصيل الروح ومبدع في خلق السيمفونيات الحزينة والمرحة وجبّار في تجسيد الشخصيات المركبة.

■ ■

يحسب للعمليين أنهم منظمين لكن بعضهم مصاب بأعراض OCD

بالمقابل، يعاني الرومانسيون من “هرجلة”، فلا خطط مدونة ووقتهم مطاطي وخطهم بشع، ولا يلتزمون بالمواعيد.

أما البخلاء فمنظمين، لكنهم لا يعادون أحدًا سرق وقتهم، كما لا يعتذرون لأحٍد سرقوا من وقته.

■ ■ ■

للضيوف قداسة لدى الشخصية العملية، فالنظافة والترتيب صفات يقدرونها، إلا أنه يُفَعّلون تلك الخصال لدى وجود أغراب يرجي منهم مصلحة -وإن معنوية- كالحفاظ على صورته براقة في أعين الناس.

هنالك، يهندم العملي بيته كمذيع يـتأنق للظهور على الهواء مع ملاحظة أن هناك ضويف تذبح لهم الأنعام، إذ يُرجي منهم توظيف الأقارب، وآخرون يقلي لهم البلطي ..بر عتب.

الشحيح أكثر وفاء لقناعته، فلا يعنيه نظام أو نظافة، كونه يتأذى حال الصرف على نفسه، فهيهات أن يفكر في ترتيبات للضيوف.

أخبرتني سيدة فرنسية تتباهى ببخلها أنها تحتفظ بماء الإستحمام لغسل ملابس العائلة فيه لتقليل فاتورة المياه، فيما افصحت سيدة عربية أنها تُلزم زوجها بضغطة واحدة على عبوة الصابون أثناء غسل اليدين.

الرومانسية، تنظف لنفسها كأنها تضع الرتوش على لوحة، فلا يعنيها سوى أن يكون بيتها براقًا في حضرة الزوار أو بدونهم، هي تعطر وسادتها لأنفاسها.

الرومانسية تعقد علاقة مع الأشياء، فهي تريد اسعاد المطبخ كما تسعد نفسها، وبالتالي فلا تبخل على ذاتها وذويها بالأواني الغالية أو المزهريات الكريستال والشموع المعطرة والنباتات.

إنها تعيش اللحظة حتى الرمق الأخير، لكنها لا تنظف بشكل روتيني، بل بحسب الحالة المزاجية، فإن حزنت، خارت قواها وأحجمت.

العملي له برنامج يومي في تنظيف بيته وسيارته بغض النظر عن مزاجيته، لكن تزداد أعباء يومه بحال وجود زوار.

ينزعج العملي لوضعية مائلة للسجاجيد، فمزاجه يعتدل لديكور عسكري منضبط.

 ومحتويات الجوارير مرصوصة حذاء بحذاء.

فيما يسعد الرومانسي ببعثرة الطنافس والمفارش وقد ينظم محتويات الجارور لكنه ما يلبس أن ينتكس.

سجاجيد البخيل ملفوفة “رول” وبداخلها “نفتلين” ومخزنة أسفل الأسِرّة، بينما المفارش مخبأة بالحقائب العتيقة فوق الخزانة. وسعادته تتلخص في القاء نظرة عليهم من عقد لآخر للإطمئنان، فهو تينة حمقاء لا يرى نفعًا في إطلاع غيره على جمال ممتلكاته.

■ ■

يتطلب التعامل مع العملي التأهب لتقديم كشف حساب وتبريرًا لتصرفاتك ومصروفاتك، فلو اقترن رومانسي بامرأة عملية، فسيجتهد لإقناعها بضرورة تغيير سيراميك الحمام –رغم أنها لن تدفع مليمًا- كونها ترى أن التغيير خَسارة، وستسمعه: تعتقد هتعرف تجيب زي “البيديه” الأماني د؟ بن عمتي قال:”د ثروة”.

لكن لو شرح الزوج الأضرار التي سيتعرض لها البيت نتيجة خراب الصرف الصحي، ستخشى من مضاعفة المصروفات، وستوافق على اقتحام العمال للبيت وإهدار وقتها الثمين، لكنها ستختار سيراميك فرز ثالث.

أما لو الزوج هو الشخصية العملية، فالوضع سيتعقد أكثر.

يسخو العملي على متطلبات الإستثمار من مظهر وعلاقات،علمًا بوجود شخصيات عملية وإنسانية في الوقت ذاته، فهؤلاء يظهرون حاتمية في علاقاتهم الإنسانية، وبيوتهم مفتوحة لأهلهم وأهل زوجاتهم.

أما البخيل فقد يدعوا والدته للخروج، فيبتاع لها عصير”راني”.

قابلت شخصيات عملية منطقها سخيف للغاية، إذ يخص الأب التعليم الأجنبي لبناته، فيما يكتفي بالتعليم الحكومي للذكور، فالبنات بحاجة لتعليم متميز، لجذب عريس من أسرة ميسورة، فيما مُقَدر للأبناء العمل مع الأب في التجارة، فلما الإنفاق في تعليم لا عظيم جدوى منه، فضلًا عن أن الذكور ينتقون العروس، إذن فعامل جذبه يتجسد في شهاداته البنكية لا العلمية.

■ ■

العملي أقوى من الوقوع أسيرًا لعلاقة إنسانية، والحنين في شرعه أمر لطيف، لكنه لن يهتز لموت عزيز لدرجة يحتاج فيها لطبيب نفسي كونه أقوى من الغرق في الإكتئاب بعكس الرومانسي.

يُحسب للعملي أنه يعين نفسه بنفسه على اجتياز أحزانه، فيبحث عن المحيط الداعم، ويسافر أو ينخرط في نشاط جديد أو هواية يخرج فيها طاقته السلبية، وقد يعود العملي من دفن والدته ليتغشى زوجته، لا عن شهوة، لكن تنفيسًا عن الطاقات.

العمليون قلما يكررون أخطائهم، وبينما يعنيهم تكوين شبكة علاقات عامة لكن قلما يمنحون الأمان أو يسلمون مشاعرهم لشخص بعينه.

فالعملي يقظ لأهمية وضع المسافات في العلاقات

أما الرومانسي فيندفع بعواطفه للعلاقات الوهمية، ويغرق في خُيالات لما ستهديه الأقدار من صداقات مرحب بها سلفًا كونه يُدشن أي علاقة كمراهن معثر ينتظر حظه ويتوق لمعجزة مكسب “اللوتاريا”.

بالطبع لا حسابات ولا هامش خسارة مع الرومانسي الذي يكرر أخطائه ويكأنه يردد ورده اليومي أو يدندن :”ما باتعلمش”.

البخيل لا تعنيه العلاقات الاجتماعية مطلقاً.

■■

العملي لا يخزين الكراكيب، لكن بعضهم عاشق لها، فتأكله الحسرة في حالة تبرعه بجهاز قديم لم يكن يستخدمه، ثم احتاجه لاحقًا.

بالمقابل، لا يتبرع البخيل بأي كركوبة.

أما العاطفي، فيتخلص من المهشم، عدا متعلقات الذكريات.

■ ■

الرومانسي يستيقظ متباطئًا ويطلب المزيد من الخمس دقائق ويقوم ويدخل الحمام مترنحًا، يتوضأ متثاقلًا ويصلي متكاسلاً، يذهب للمطبخ ليدير جهاز الموسيقى ويحضر طعامه ببطئ ثم يطعم العصافير أو جروه ولا يعتبر نفسه يقظًا سوى بعد تناول قهوته، ثم يتريض ويبدأ رحلة عمله ولديه Bucket List

العملي يستيقظ بكير وهو نشط ولا حاجة له لدقائق استفاقة قبل النهوض، وله قائمة  To do list

وتستقر أعصابه كلما خط صح لدى إنهاء مهمة.

يقفز من الفراش قبل صفير المنبه، كعسكري يستعد لطابورالعرض لأداء مهامه. يقتحم المطبخ، يفتح الشفاط ويغلق المذياع، فلديه مهام أكبر من سماع “دو، ري، مي” كتنظيف سيارته ومراجعة أوراق حقيبته واطعام جروه والذهاب لعمله قبل موعده خشية الخصومات.

بعض العمليين يسمعون موسيقى مخصصة للتخلص من التوتر صباحًا، فكل شيء لمهمة:

السفر لمهمة، الفسح، العزيمة والصداقات لمهام معينة. فالعملي يجترئ على عمل ما، إن وجد تبريرًا لنفسه وللآخرين يفسر الإقدام عليه.

البخيل يفيق متململًا ولا نفس لديه للذهاب للعمل، وإن داوم، فهناك استحالة لمشاركة الزملاء في شراء الفطور.

■■

الرومانسي يعنيه التلامس في إبداء المشاعر مع القريب، ويعبر عن حبه بالقبلات، بالغمرات بالأقوال، بالأفعال، بالدموع، بالهدايا، بالمفاجئات والبسمات.

يعبر العملي عن مشاعره بالأفعال، فيما ينزعج من التلامس بدعوى المصافحة التي قد تتطور لعناق لا داعي له.

أما البخيل ففي قلبه امساك وفي مشاعره تقتير ولن يعبر بالمبادرة أو المكافئة، وإن تفاعل فبقبلة فاترة أو عناق خبط عشواء!

■■

يتميز العمليّون بتحملهم للمسوؤليات المادية، فهم الأفضل في إنجاز المهام بوقت قياسي كما يعرف عنهم حبهم لإصلاح الماديات، فيجمعون حطام الأطباق المكسورة ويلصقونها، ويصلحون الأجهزة، ويرتقون السراويل، والزوج العملي يشتري لزوجته كنزة قياس “3 اكس لارج” ولو كان قياسها “ميديوم”، تحسباً “للكش” أثناء الغسيل.

أما الرومانسي، فبطيء في تنفيذ المسوؤليات الموكلة إليه، لكنه أحرص على إصلاح النفوس، لا الكؤوس، فيتخلص من كأس مكسور ويتبرع بسترة مقطوعة عوضًا عن خياطتها، لكنه لا يلقي بعلاقة إنسانية، بل يرتقها ويصلح ذات البين.

بالطيع، فإن البخيل لن يتمكن من اكتساب علاقات إنسانية كي يخسرها، إلا أنه لن يلقي الأواني المكسورة ولن يصلحها، لكن سيتركها على حالها، ولن يوزعها ليستفيد منها أحد.

■ ■ ■

بهتم العملي بهندام أبنائه وبالمذاكرة لهم أو بإحضار مدرس خصوصي عدا حضوره لمجالس الأباء.

يكتفي الرومانسي بالدعاء لأبنائه بالفلاح، لكنه لا يضغط عليهم في المذاكرة، بل يهتم ببند الفسح، وليلة الإمتحان يدخل على صغاره ويطالبهم بالكف عن الدراسة، لإيمانه أن النجاح في الحياة ليس قرين التفوق الدراسي.

والرومانسي أقدر – لو –  قادر على مد جسور الود مع صغاره لأنه متقبل لفكرة ارتكابهم لحماقات، فيطلعونه على عثراتهم ويستشيرونه -دون خوف- فيستمع إليهم ويتمكن من معرفة الخطر المحدق بهم والدفاع عنهم.

العملي ولو لم يستخدم العنف الجسدي لكن قلما يلجأ إليه صغاره لأنه يمارس عليهم عنف نفسي خفي دون أن يشعر،فتعنيفه قائم على التحديق، حدة الصوت، التذمر والإحباط وتوقع تصرفات مثالية.

هنا يوقن الأبناء أن أدائهم أقل من التوقعات وأن قبول الأهل لهم مشروط بتحقيقهم مفاخر تعزز الصورة المثالية التي ينشدها الأب العملي.

كلا من العملي والرومانسي يعشقان صغارهما، لكن تستطيع التمييز بين الشخصيتين كالتالي:

لو وضعت ابن العملي في احدى كفتي الميزان

 ثم وضعت بالكفة الأخرى، مصلحة، سفرة، صفقة، ثروة أو حفاظ على سمعة.. فالغلبة لكفة المصالح .. ثم الإبن.

أما الرومانسي فلن يقبل الدية من قاتل ابنه من مشوه ابنه أو ممن يهين صغيره.

ولله در بن البخيل، فعلاقته مبتورة بوالده، كونه لايلمس أي إهتمام لا عملي ولا نفسي، فالكثير من البخلاء لا ينفقون على تعليم أبنائهم ويتركونهم لعطف باقي الأسرة.

■■

العمليّون ليسوا من “مصاصي الطاقة” رغم أنهم شخصيات ضاغطة على محيطهم

 فيما يقع العاطفي في دوامة الشكوى لتصوير ذاته كضحية

 أما البخيل فهو مصاص طاقة وناقد ومبتز عاطفي، عدا أنه سلبي بطبعه وشعاره “البس الأسود وتوقع الأسوأ”.

الشخصيات العملية مستعدة لدفع مبالغ لشراء عقار أو مزهرية “انتيك” أو سجاد عتيق أو سيارة شاه سابق أو سواها من الأشياء التي تؤتي أكلها بعد حين، لكنها تفكر طويلًا قبيل شراء “مزيل عرق” ثمين كما أنها تنساق لعروض التوفير.

لن يفكر البخيل في شراء مزهرية زهيدة أو ثمينة، كما لا ينساق للعروض. بل يحزن لو اضطر لشراء شطيرة رخيصة، فيده مغلولة إلي عنقه.

ينساق الرومانسي خلف الجديد والقديم، ولديه استعداد لشراء السعادة والحب وأكلافهما، فينفق في المادي والإنساني دون حساب.

البخيل لا يهادي ولا يرد الهدية.

العملي يرد الهدية، لكنه يستنصح بإعادة تدوير هدية مهداه له في حالة عدم حاجته لها كما يقدم هديته بدون تغليف أو “باومبالاج” رديء.

ولو سافر، يعود بهدايا أسرته منزوعة من أكياسها تحسبًا للجمارك.

الرومانسي فيضان من الهدايا بدون سد عالي، ويعتني بتغليف هداياه، وقد قابلت من الحجيج من يجتهد لإختيار أثمن الهدي المقدم لرب الكعبة.

لا يوجد أكرم من الرومانسي إن تعلق الأمر بالصدقات كما أنه لا يتهرب من دفع زكاته، ويفرح حين يتنازل عن ميراث لإخوته.

-العملي ريح مرسلة في الصدقات، لكن قد يتهرب من أداء الزكاة حين تنهشه الضرائب، كما أن لبعض العمليين ميول في السيطرة على المواريث بدعوى الإستثمار لأفراد العائلة.

البخيل يقبل الصدقات ويتصل بدار الإفتاء فيكسر صوته ويُلقي بمعاذيره ليستنطقهم في فتوى تعفيه من دفع زكاته. ثم أنه لا يتنازل عن ميراثه، إلا أنه لا يطمع في ميراث إخوته.

■■

لا يستخدم البخيل مقتنباته إلا في أضيق الحدود، فيستئجر”تاكسي” خشية تعريض سيارته للحوادث.

يستخدم العملي سيارته بكثرة لكنه يحافظ عليها ويستخدم مائدة الطعام بعد وضع زجاج فوق الطاولة ثم مفرش أو جرائد

المرأة العملية تتعصب لوجود حشد من الضيوف، خشية وقوع خسائر أو سرقات. إنها على علاقة وطيدة بمقتنياتها.

الرومانسي يسعد بوجود الضيف وشعاره “كسروا، خسروا، الأهم ألا يُكسر لكم خاطر”.

■■

نادرًا ما يربي العملي حيوانات أليفة بداره إلا بالحاح من صغاره، لكنه قد يجري جراحة تعقيم للقطط والجراء لدواعي عملية، ثم يعالجهم.

الرومانسي يربي العصافيرأو الجراء ويألفهم، فيبكي عليهم لو ماتوا كما لو كانوا أبنائه.

بينما لن يربي البخيل جروًا بل قد يطلق عليه الرصاص بدم بارد، لكنه يتعايش مع الحشرات، إذ لن ينفق في شراء مبيد لإزالة صرصور.

■■

الشخصيات العملية مصابة بمتلازمة النجاح.

الشخصيات العاطفية مصابة بمتلازمة “دراما كويين”.

البخلاء مصابون ب”متلازمة الدونية” فلديهم استعداد فطري للإعلان عن احتياجاتهم ويقبلون التبرعات.

■■

البخيل لن يدخن ولن يعاقر الكحوليات أو المخدرات.

العمليّون “حريقة دخان” ويجاملون بتناول كأس نبيذ، لكن لن يشتري العملي كحوليات سوى للمنظرة، كما لن ينجرف للمخدرات.

الرومانسي هو الأكثر عرضة لمعاقرة الخمور والهلاوس.

■■

يعشق العملي إعادة التدوير، فيسعد لبقاء الأكل البايت عوضًا عن التبرع به. كما يستند لمُثُل عليا كالحفاظ على البيئة ليخفي ميوله في إعادة استغلال المهملات. مثلًا: قد تلتقي بزوجة متدينة لا تقرب الخمر من باب الحرمانية، ومع هذا، فلا تجد غضاضة في إعادة استخدام القنِّينات الفارغة من الويسكي، بل وتتعلل بعدم وجود نص صريح يحرم استخدامها. فتجد في باب ثلاجتها قنينة “ريد بريست”، “بلاك ليبل” أو “جيمسون”. لتعيد تعبأتها بماء زمزم بعد غسلها.

كما قد يوافق شخص عملي ملتحي على مشاركة ملحد في عمل مائدة رحمن.

وإني لأبتسم بل اترنح ضحكًا من قدرات العملي على التحايل على المُعتقد.

■■

العملي قلما يكافئ بالكلمات، فشكره اللفظي مقتضب، فيما تجده يجزل البقشيش للنادل لكن دون اكتراث لتوصيل إبتسامة إمتنان لحسن المعاملة، وقد يُصاحب العطاء ربتة كتف بروح التعالي أو بنبرة متثاقلة.

يتوقع العملي معاملة أفضل بعد إسداء البقشيش، وقد بضيق لو أسديت إليه معروفًا يعجز عن مكافئتك عليه، فقد يتوتر لكونك أصبت حساباته في مقتل.

لن يخرج البخيل من جيبه سوى منديله، فهو متبلد ويشعر بالأريحية كلما أغفل العطاء، ولن يتأثر بنادل غلبان، بل قد يقبل المساعدة من الخدم بنفس سمحة.

يمنح الرومانسي البقشيش مصحوبًأ بإبتسامة ودودة وكلمات شكر للنادل على خدماته، ويوعده أنه سيزور المكان ثانية لتأثره بالمعاملة الطيبة.

■ ■

العملي – لو خلوق – يسأل زوجته: محتاجة شيء؟

الرومانسي : تتمني حاجة حبيبتي؟

البخيل يتصل بزوجته ليملي عليها قائمة طلباته وقد يتبجح فيطلب منها بطاقة “الفيزا” للشراء بنفسه.

■■

العملي مقتضب، الرومانسي ثرثار والبخيل متثاقل.

العملي عقلاني ويسعي لمعالي الأمور وإن ازعجته الصغائر، لكن لديه رؤيا بانورامية للأمور تدفعه لتجاوزها.

يتحكم قلب الرومانسي في خطواته كما أنه عاشق للتفاصيل وغارق في الصغائر وقد يهد مشاريعه الكبرى لو ضاق بالتوافه.

البخيل، لا يحتكم لعقل ولا يسيطر عليه قلب، إنما أمره موكل لشيطانه المسّيك.

العملي متدخل بشراهة في شوؤن البيت كما يشتري الطلبات بنفسه لشعوره بالنصر لدى العثور على عروض ترويجية، فيبتاع سمك بدلًا من اللحم لو وجد عرض على “البوري” ثم يراجع الفواتير ويؤنب زوجته ودائمًا يتوقع أنه كان هناك الأرخص.

ملحوظة: العملي لا يشتري من البضائع الكهربائية سوى الياباني وإن غلى ثمنها لأنها ستعيش.

العاطفي، يشتري زهور للبيت، وميزانيته تتضمن بند للفسح -وللدقة- فلا توجد ميزانية من الأساس وربك ساترها معه ومغدق على محيطه.

البخيل يجلس على كل الموائد ولا دخل له بمصروفات البيت، فهو مصروف عليه كونه شخصية مسخرة، لكنه لا يتدخل، كونه غير ضالع بسهم مادي في الميزانية وزوجته حمولة. لكنه يعالمها معاملة طيبة طالما لم تقترب من حافظته، ولا ينجرف لعروض ترويجية بل يفخر لكون قميصه مهدى له من خاله بمطلع الستينات.

كلا من العمليين والبخلاء يحافظون على مقتنياتهم، بينما يعرف عن العاطفي تغييره ملابسه مرتين في اليوم، ولا يُبقى سوى على العزيز، فلن يفرط في هذا الشال لأنه ارتداه صبيحة اللقاء الأول مع شريك حياته .. وهكذا.

■■

يميل العملي للدراسات العلمية، فلا وقت لديه لدراسة الآداب والعروض، وإن عجز عن فهم الرياضيات والعلوم، فيدرس كورسات سريعة للحصول على أي شهادة.

العمليّون يتصفحون دون تدقيق “سكيمينج”، ونادرًا ما يلتفتون لمعاني عميقة دون أن تُشار إليهم، فلن ينفقوا من وقتهم في التفكر.

حتى التأمل، يمارسونه لإفراغ الطاقة السلبية، وقلما قابلت عمليًا يتوقف أمام معنى، ربما يقرأ ليلتقط “مقبوسات” يستخدمها كبرهان لثقافته، لكن لا يسعى سعيًا حثيثًا للبحث في المعاني.

فالعملي يبحث عن شهادة تدعم حيثياته الإجتماعية او “كوتس” مقبوسات تبرهن حصافتهم وكفى الله المؤمنين شر ضياع الوقت.

■ ■ ■

العملي مفاوض ممتاز ولديه استعداد للمساومات بشكل ناعم.

فمن الممكن ان تقوم احداهن بعمل جلسة تطويل أظافر ثمنها 700 جنيه فتحصل على خصم من صاحب الصالون مقابل الترويج له على منصات التواصل.

■ ■

الرومانسي شخصية منطلقة في المروج، ينظر لأعلى ومستعد أن يموت ليطالب بالحياة.

العملي مقيد في مكتبه، ينظر للأمام ومستعد أن يُميت سواه ليعيش هو.

البخيل مغلول بصومعته وأعمي البصيرة..أحسبه ميت دون أن يدري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى