أورام الكآبة

نجاة صادق | العراق – مصر

أيتها الراقصات على
سنفونية سعادتي
أنا التي جهزت
فنجان القهوة
للعرافات
مابين
نبوءة صادقة
وصبر نافذ
أقفز ضاحكة بأقدام
مخضبة بالحناء
حمقاء
مجنونه متأهبة
مغتبطة
يبدو أن فنجان القهوة
كئيب حزين
من قبح الأخبار
وتلك الأعاصير القادمة
من قلوب الرعاع
توجتني بأورام
الكآبة
صفير مكركم إيقاع
ترتعش
تهتز البحار
وترتعش الأمواج
وتنكسر تتحطم تلك
الصخور
وتضطرب أنفاسك
من قصة لم يكتمل
نضجها الذهبي
نأمل أن لاترتكب
الخطيئة الوردية
لتشفي قلبك
بالفشل المكتمل
فتلعب وتسخر
من طاولة الأمل
بلا قيد أنا …يا أنت
.. قديسة
على قيدِ الحياةِ .
فَكم من جِراحّ كَتمت
وكم يا أنت أنا
أصبحتْ دموعاً للفشل ماضي وحاضرا
لا أحد يعرفُ كم
بطين وأذين
من قلوبنا فقدنا
فالخيباتُ لم تُبقي شيئاً فينا
نحنُ بنات الزهراء وزينب
نحنُ مشينا على جُثَثِ أرواحنا باكينا
نحنُ من أعطينا ولم نأخذ ..
ألقينا بهمومنا في اليَمِ
فعادَتْ إلينا
دموعنا
ليالٍ طِوال بلَلَتْ وسائدنا
تطفو جمرات خيباتنا
فوق نجوم الليل
بلا رجاء
ماعادت تنفع
ثرثرت تباكينا
يؤلمني حين يَعِضُ الآخرون
يوقد ألف ألف شمعه للكل
إلا أنا في كل صباح ومساء
اصلب بحروف شوكية
مستفزة قذرة شيئا فشيئا
من السخاء

فلو ماتوا عشنا .. عبثا
نحاول الفرار
أنا يا أنت أبكي وأضحك وأضحك
وأبكي ثم يدركني النهار
و الناسُ تنسى إساءتها إلي
وأنت .. لا تنسى أخطاءك وإن كانوا بنواياكَ جاهلين
ما مضى .. قد مضى .
اتركها للأيام والقدر

وازرع الطيب في روحك اولا
واحرص على المضي قُدماً
فالصخرة الصماء منفية
يدحرجها مخالب قراراتك
كسيحة أحلامها
باتت بالانتظار
تستعيد حلما ماضيا مذبوحا بالفناء

فالسقوطُ لحظة .. والبناء يحتاجُ سنينا
واغسل قلبكَ من كلِ شئ
وأطفيء أشواقك وحرمانك ..إنا كُنا للغيظِ كاظمينا
وكُن مثالاً جميلاً وشد وثاقي.
من الانطواء واليأس والرجاء .

يذكُرُكَ الناسُ بالخير بالحب
وبمحراب الأشواق
حارب لأجلِ أحلامِكَ
واشرب نخب دمعي
وجفف زهور اشتياقي
أكاد أجزم بالهوى ستظمأ
وتلوذ عبثا بالمزامير
.. فالنجاحُ قد يُنسينا
أيامنا الصعبة .. وجِهادَ قلوبنا التي ..
كانت تُحارِبُ أياماً وسنينا
يا أنت أنا
لن أنساها أبدا
فإن الفجر يعقبه ليل
ولكل بائع مشترٍ
أنا يا أنت حبي المستحيل
ورمز فؤادي المستجير
الباكي من أورام الكآبة
يحنو ويكتم اليأس والأوهام والحلم
وقهقهات الوجع بعزلة السنين.