أتاجر في الريح كي تنجو سفني
عزيز فهمي | كندا
كفنيقي مصلوب
على سبورة مهترئة في الصحراء
أتعبته أمواج التاريخ
تقلبات الأحداث على ضفاف الزمن…
أتاجر في الريح
أبيع للسفن الشراعية عواصف التمني
المجنونة بالجزر
حين أذهب
المهووسة بالمد
حين أعود…
أبيع لطواحين الهواء على سفوح الشك
هبّاتِ السؤال الغاضبة
أشواق الأرصفة الغاصة
بقلق اليقين…
أبيع للنايات العاشقة
نسمات الأصيل الراقصة
على نغمات الرحيل…
أبيع اللاشيء الذي صار كل شيء
للناجين من بورصة الإفلاس…
أحتفظ بالميزان
لأقايض حمق النهارات بصلاة الليالي
أرقص رقصة الحلم المذبوح
رقصة العمر المجروح
لعل بيضة الزمن
تفقس فرحا على أسرة التيه
وجها جميلا لي في المرآة
فأصاب بنرجسية الشمس
اتباهى أمام الظلال الجائعة
وأصاب بالغنى
تمتلئ صناديقي بكنوز
من الأوهام
أصير “حمو رابي” هذا الزمان
أُرتق شريعة تليق بكلاب البحر
بحيتان البر
أنسج من بخار لهاثي
أمواجا عاتية
أُحَمِّلُ الزبد وصيتي
فأرتمي في لجج النسيان
أسبح
كهذا التيار
كذاك الإعصار
لا أرسو إلا في ميناء انتظارك
مُضَرَّجاً بذكرياتي
أعود إليَّ فيَّ
أكون كذاك الفنيقي
الذي قايض مسافات الغربة
بمسافات أطول
أرفع راية التيه
أمام البحار المصابة
بالإكتئاب
أغرق في بركة سراب
لقيطة
كما تغرق نملة في دمعة
شاردة
ذرفتها عين عمياء
تشتاق أن ترى الصبح
في الصباح
والليل في رموش نائمة
أمخر ضبابا منشقا
عن عاصفة الأحزان
أُشيِّد مملكة للقراصنة
وأقول للملائكة
أين الرعود؟
أين البروق؟
أين أقواس قزح البريئة؟
لنَزُفَّ للآلهة الحمقى
المغرمة بالكبرياء
عرس الضياع
ضياع الحلم
في عيون الأساطير
ضياع الحقيقة
في قوارب تمخر المحال
كي لا نضيع فيها
أكثر.