ريَّان

مختار إسماعيل محمد | مصر

من غيرِ قارئةٍ ولا فنجانِ
وبغير أبخرةٍ ، بغير دخان

///

هربتْ إليكَ على حياءٍ أدمُعي
ورجعتُ من حزنٍ إلى أحزان

///

همٌّ تقابله الهموم فيشتكي
ويدورُ مِنْ وصلٍ إلى هُجران

///

طفلٌ تفارقه الحياة وما درى
أنَّ الوجودَ يضجُّ بالغليان

///

” ريَّانُ ” يا رمز البراءةِ كُلِّهَا
كيف اقتحمتَ سريرةَ الوجدان؟

///

قامتْ لك الدنيا وأفضتْ سرَّها
فتركتهم هرباً إلى الرحمن

///

في الجُبِّ كنتَ وكان يوسفُ حائراً
تضعُ القلوب بهوّةِ الفقدان

///

ساعاتُنا تمضي ونسمعُ صوتها
تبكي بكاءً فاضَ بالأشجان

///

نبكيكَ بل نبكي جميعَ صغارِنا
مَنْ راح تحت عباءةِ الطغيَان

///

جاورتَنا ، ماذا لقيتَ بعالمٍ
أضحى هزيلاً في يد السجان؟

///

والآنَ جاورتَ الإله فقل له
كم ذا طغى الإنسانُ بالإنسان

///

واحكي له عن إخوةٍ غرقوا هنا
أو أخوةٍ ماتوا من الحرمان

///

أو زهرةٍ قُطِعَتْ قُبَيْلَ بزوغها
أو وِجْهةٍ تاهتْ بكلِّ مكان

///

اسْرُدْ له كلَّ المواجعِ واشتكي
واطلب قِصاصاً كاملَ الأركان

///

لا تخشَ أنْ تنسى فَرَبُّكَ عالمٌ
يدري حديث الصدقِ والهزيان

///

نَمْ يا صغيري الآنَ واترُك عالمًا
قَبضتْ عليه مخالبُ الشيطان

///

وافتحْ من الجنَّات أبواباً سَمَتْ
ودنت إليك تجود بالإحسان

///

سيطوف حولك في الجنان صغارنا
من غير إعياءٍ ولا خسران

///

ها قد نجوت من الشِراكِ جميِعِها
وتركتنا في باطن البركان

///

نعم الجوارُ اختار صحبة ربه
ولبئسما نختار من جيران

///

أطفالنا في الشام أمواتٌ بها
يستصرخون الناس في ” الجولان”

///

في ” الرافدين ” وكلنا غرقى بها
مَنْ ذا سيسمع صرخة الغلمان

///

أيقظت أفئدةٍ وصوت ضمائرٍ
ستضجُّ يا ” ريَّانُ ” بال” ريَّانِ”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى