أصداء سقوط حر

خديجة البوعلي | المغرب

صعب أن أكون كما أنا دوما
بعض المنعرجات ترديني قتيلة
المنحدرات… التضاريس الوعرة
تخنق الشمس في الصدر
تجعلها قطعا متناثرة من جحيم
كل الهواء
تضغطه المرتفعات…
في حلقي
و في حلق الصباحات
قابلا للانفجار يصير
قنينة موت
أو لهيبا يندلع في حشاش الفؤاد

صعب أن أكون أنا
كما أنا دوما
منشرحةً تخبر عني الصور
مقتنصة عن سبق إصرار وترصد
مرآتي اليوم
مشروخة الجوانب
تفر من نظراتي
تغرقها في يم بلا كوات

صعب أن أكون كما دوما
كم مرة في اليوم أرممني
كم مرة أرتق ثقوب الأمس
أنتزع إبرا مسمومة من بؤبؤ السهد
أرتبني على وزن الشعر
علّ الآتي يكون كما يقولون أفضل
أستقر على حال… تسكن الأمواج
تستند إلى ظهر الشط

أعود كما أنا دوما
أقف في وجه الريح اللافحة
أخبرها ملء المنى…
أن الدنيا بخير
أن الحروب وهم
أن الطفولة ملائكة
تحلق بلا جناح
تزهو على امتداد الأرض
و السماوات

أعود كما أنا دوما
أخبر الصخور الصماء
أن رذاذ البحر
كاف لإخماد لهيب
أحدث زلزلة الساعة
كاف لتجميع شظايا سقوط حر
مُرِّرَ مع رشفة قهوة
على صهوة استعارات
عبر أثير عدسات
و ضوضاء

كيف أكون أنا كما أنا دوما؟!
وقد اغتيلت ابتسامات الشمس…
نور الفجر..
كم مرة انهالت عواصف الأخبار على الأسماع بالقرع
على البراءة بالجلد
على الحياة بالقصف.

للخذلان سوط بتار
يجلد بريق العين
يهشم فرشاة قزح
يحرق أجنحة الفراشات
بساتين الربيع يسلط عليها نار الخيبات.
هل ستزهر الأرض بعد موتها في الخلَد ؟!
خديجة بوعلي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى