الحب وهمٌ نبنيه من أجلِ لحظاتٍ معدودة من السعادة

قطر الندى الخزعلي

الكثير من الأشخاص وقعوا ضحايا لعلاقاتِ حبٍ غير واعية، ولعل ذلك الشاب الذي يشتكِي حبيبته التي هجرته وقررت ألا تتواصل معه، فاغتنم ذلك واهتم، وامتنع عن الطعام والشراب حتى شحب وجهه وأصبح ضحية للمرض النفسي والجسدي بسبب تلك العلاقة التي كان يظن أنها حب حقيقي.

السؤال هنا، هل ماكان يعيشه ذلك الشاب وأمثاله من الشباب والفتيات هو الحب الحقيقي، هو ذلك الحب الذي يشقي صاحبه؟ هل الحب عذاب؟ أم نعيم؟ ماالحبِ ألا صورة ذهنية ترسمها مخيلتك وتعطيها المعنى الذي تريده أنت.

فمن اختار الشقاءِ في الحب سوف يشقى، ومن اختار النعيم حصل عليه فعلا فقد أكد الباحثون في موضوع الحب، مثل الباحثة الفرنسية في علم الأعصاب، لوسي فانسون التي أصدرت كتاباً بعنوان” كيف يحدث الحب” شرحت فيه العوامل الفيزيائية والعصبية التي تحدث للبشر عندما يحبون ولماذا يختارون شخصاً دون غيره، ووافقها الباحث الأمريكي ويليام روبنسون في أن الحب يحدث من خلالِ الدماغ عبر إفراز هرمونات معينة لاتستمر في الغالبِ أكثر من ثلاث سنوات.

مشبهًا الأمر ببطارية تنتهي صلاحيتها بعد هذه الفترة، ربما لهذا السبب قال الشاعر محمود درويش في أحد قصائده” لا أريد من الحب إلا البداية ” وربما لهذا السبب أيضًا يكتب بعض الشعراء فقط عندما يكون في حالة حب.. وحدهم الشعراء والموهوبين سيظلون في بحث دائم عن تلك النار التي تندلع فجأة في صدورهم فتوقظ أرواحهم وتفتح وجدانهم وتحرك أحاسيسهم حتى حدها الأخير،  ذلك أن الحب أكثر الأدوات قدرة على استنفار الحواس وإلهامها، وربما لهذا السبب لا يعيش طويلاً، إلا إذا ارتبط بعوامل مثل الحرمان والشوق وعدم بلوغ المحبة لحبيبه فيتحول من شعور إلى هوس وذهان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى