وجهًا لوجه: الناقد السينمائي عدنان حسين أحمد وعلي جبار رئيس تحرير جريدة أوروك
عدد الأفلام العراقية التي أُنتجت لا يتناسب مع حجم العراق وغناه

بغداد /علي جبار عطية /خاص بـ(عالم الثقافة)
مقرًا بفتح نوافذ سينمائية جديدة
التقيتُ على هامش مهرجان بغداد السينمائي الثاني الذي يقام في بغداد للمدة من (٢٠٢٥/٩/١٥م ـ ٢٠٢٥/٩/٢١م) الناقد السينمائي العراقي عدنان حسين أحمد وسألته عن مدَّعى عدم وجود سينما عراقية وإنّما توجد أفلام عراقية فقال: إنَّ هذه الدعوى فيها تجنٍ والقول غير منصف فالعراق بلد غني للغاية وشعبه يحب الفنون، وأنَّ عدد الأفلام العراقية التي أُنتجت لا يتناسب مع حجم العراق وغناه.
وأضاف: أستطيع أن أقول: إنَّ هناك سينما عراقية غنية وثرية توزعت على حقب وفترات زمنية قد نختلف على تسميتها فمثلًا الأفلام التي أنجزت في العراق سنوات الثمانينيات من القرن الماضي ليست كلها تعبويةً بل هناك أفلام عاطفية فيها خطاب جمالي واضح فإذنْ هناك سينما عراقية حقيقية وسينمائيون عراقيون لكنَّ المنجز قليل ، وأنَّ الأفلام التعبوية تسقط وتبقى الأفلام الحقيقية، والدليل أنَّ فيلم (سعيد أفندي) للمخرج كاميران حسني المنتج سنة ١٩٥٦م يُعرض في افتتاح المهرجان مع أنَّه أنتج منذ أكثر من سبعين سنة لجودته ومعالجته للفوارق الطبقية.
وعن رؤيته للأفلام العراقية التي تعرض في المهرجان الحالي في دورته الثانية قال : إنَّ الأفلام التي شاهدها تحرك المياه الراكدة، وتدفع حركة السينما في العراق التي تندفع وتزداد بفتح مجموعة من النوافذ التي تنتج خلال هذه الفضاءات السينمائية .
وعن ملاحظاته على الدورة الأولى من المهرجان قال: إنَّ الدورة السابقة تنقصها أشياء كثيرة منها أنَّه بعد الانتهاء من مشاهدة الأفلام الروائية يفترض أن يفتح باب الأسئلة والأجوبة بحضور ناقد سينمائي يقدم رؤيته للفلم وللقضايا التي يعالجها؛ لأنَّ الخطاب البصري صورة وصوت وإنْ كانت الصورة تتقدم على كل المؤثرات والسينما هي الفن الوحيد الذي يحطم كل الأجناس الإبداعية، وتستطيع أن تهضمها وإذا تم التركيز على ذلك فتنمى ذائقة المتلقي والمخرج وبقية العاملين.
وتابع : ملاحظة أخرى أنَّ عدد الأفلام الروائية التي عرضت كانت ستة عشر فيلمًا مقابل خمسة أفلام وثائقية، ويفترض أن يكون هناك توازن مطلوب في عدد الأفلام، كما يفترض أن يكون هناك توازن في حضور الأفلام العربية فليس كل الدول حاضرة .
وعندي ملاحظة بشأن الأفلام الوثائقية فموضوعة الحرب فيها طاغية فأين المواضيع الأخرى؟
وختم حديثه بالقول: إنَّ السينما الكردية نشطة وموضوعاتها متنوعة على الرغم من المآسي، وقد قدم السينمائيون أفلاماً تاريخية ومضامين جديدة لم تطرق وهناك أمثلة فالمخرج نوزاد شيخاني قدم فيلمًا مختلفًا عن محنة الإيزيديين، وهناك مخرج عراقي في أمريكا يصنع فلمًا عن محنة الآشوريين.
وهكذا تُحلِّق السينما العراقية في آفاق ومديات واسعة




