مقال

يوميات سورية (1)

بقلم: نبيل صالح| كاتب صحفي سوري
– السوريون اليوم يملكون الأمل ويعيشون في البؤس، مثل نابشي القمامة الذين ألحظهم كل الوقت وهم يغوصون في الحاويات بحثا عن غد أفضل، والواقع أن بقايا الآخرين لن تحقق لك ماكنت تأمله ..
– تمشي في الشوارع والأسواق فتلتقي بأشخاص لايساوون أكثر من قيمة ثيابهم وأحذيتهم، فهل يستحقون محبتك أو كراهيتك ؟ تقول حكمتي التي اعتمدتها طوال عقود : قل لي من تعادي أقل لك من تكون، ذلك أن النفاق غالبا مايخالط الصداقة بينما الكراهية أكثر صدقا ووضوحا، وكلما كان الشر الذي تواجهه كبيرا ستكبر بتحديه ومواجهته، فقبل أن تقول بسم الله ستذكر الشيطان متعوذا، فتأمل حكمة الرب في ذكر اسم نقيضه في مقدمة كل سور كتابه الكريم!
– الثناء والعظمة يمنحها الشرقيون للموتى فقط، الموتى الذين كنا نرى ونتحدث عن نقائصهم قبل أن يغادرونا! ذلك أن مجتمعاتنا تقدس الموت أكثر من الحياة! إذ كل ميت يترك تاريخا وذكريات، غير أننا نتكلم عنهم بلساننا لا بألسنتهم لنعيد تشكيلهم على مانحب ونكره، لولا أن الشاة الميتة لا يطربها المديح أو يسيئها الذم، وإنما الأمر متعلق بخوف القطيع الذي لم يلحق بالشاة بعد..
– امحُ ماكتبت وانسَ ماعلمت، إذ لايمكن تغيير الوعي من دون نسيان، فتدفق مع نهر الزمان ولاتنظر للخلف إلا من أجل العبرة، ذلك أن فلسفة التاريخ ترمي إلى الخروج من كهوف الماضي والذهاب نحو مالم يصل إليه أسلافنا وكانوا يسمونه المستقبل، فنحن مستقبلهم، ولا أظنهم كانوا يريدون من أبناء الغد العيش في مقبرة الأمس !
– في هذا اليوم حياة كاملة فلا تبعثروها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى