يا ويلها الأم.. في ليل الدجى
محمد المحسن | شاعر وناقد تونسي
الإهداء: إلى روحي إبني الطاهرة الذي رحل في زمن مفروش بالرحيل.. واسترددت برحيله حقي في البكاء..
يقولون أنك متّ-يا غسان^– مُتّ..!!
متى وُلدت..؟!
متى عشت.. ؟!
متى رويتنا من غدير عينيك.. ؟!
متى رحلت.. !
يا قرة عين محمد..
يا فاجعة سعاد..
يا زهرةً ما استدلّت النحلات لرحيقك..
متى حبَوت.. ؟!
متى مشيت.. ؟!
متى كبرت.. ؟!
متى.. ؟!
ثم..متى..؟!
لا أذكر تاريخ مولدك..
يا مهجة الروح..
بالأمس كان..؟
أم قبل ميلاد تاريخ وفاتك..؟
ذاك الذي دوّنته قبل ساعات..
حين أبلغوني أنك قد رحلت.
أبكيت أمك..
أبكيت والدك..
تدري من هو والدك..
رجلٌ تمرّس على المآسي..
تهزّه الأرض هزًا..
أبكيت محمدًا يا ابن محمد..
أبكيت سيّدة النساء..
أبكيت أنجال الرجال..
أبكيت من أبكاهُم الفراق..
يا ويلها الأم في ليل الدجى..
يا ويلها صاحبة العزاء..
بالأمس وضعتك وليدها..
واليوم تُلبسها ثوب الحداد..
يا فاجعة بلدي..
يا زمنا كان بالأمس سعيدا ..
يا صبرًا سندعوه لقلبها..
يا قوةً سندعوها له..
يا غافرًا..
رُحماك له..
يا رحيمًا..
رفقًا بهم.
رفقا بي
رفقا بأمك التي أرضعتك لبنا طازجا
وعدت إلى الأرض طينا..
كما أنجبتك السماء..
^^^
غسان: نجل الناقد و الكاتب الصحفي محمد المحسن مات غريقا بإحدى البحيرات الألمانية ذات صيف دامع من سنة 2017 وأصيب والده-بجلطة على مستوى اليد اليمنى-نتيجة صدمة ما بعد الموت بالإضافة إلى توترات عصبية حادة مازال يعاني مضاعفاتها الدراماتيكية المؤلمة إلى اليوم..