مِسْكُ الدُّرِّ
عماد الدين التونسي
ضَادٌ عَلَوْتِ وَمَا لِلضَّادِ مِنْ شَبَهٍ
يَاقَاصِدَ الْعِلْمِ حَرْفِي الْفَجْرُ وَ الْفَلَقُ
///
مَاأَعْرَقَ السِّدْرَةَ الشَّمَا لَهَا تُلِيَتْ
عِزُّ الثُّرَيَّا وَ أَصْلٌ لِلْوَفَا رَمَقُ
///
تَفُوحُ سِحْرَ بَيَانٍ فِي تَأَلُّقِهَا
لَهَا دَنتْ حَمْأَةُ التَوَّاقِ تَسْتَمِقُ
///
إِِنِّي السَّمَاحَةُ فِي شَعْبِي أُمَجِّدُهَا
لَهَا تَبَارَتْ هُمَا الْأَقْلاَمُ وَالْوَرَقُ
///
لاَ أَطْفَأَ الْلَّهُ ذِكْرَاً كُنْتُ ذَاكِرَهُ
ذِكْرَى لِقُدْسٍ بِهَا الْأَفْضَالُ تَسْتَبِقُ
///
بَانَتْ وَبَانَ يَرَاعُ الْحَرْفِ فِي شَمَمٍ
فَعَانَقَتْ عِتْرَةَ الْأَمْجَادِ يَا أُفُقُ
///
مِنْ لُجِّ طِيبِ زُلاَلٍ كُلُّهَا اِنْبَلَجَتْ
كَكَوْكِبٍ بِمَعَالِي الْفنِّ تَأْتَلِقُ
///
تُثِيرُ سِحْرَ ظِلاَلٍ وَ هْيَ شَامِخَةٌ
وتَجمَعُ الشَّمْلَ لا تُؤْذَى بها الفِرَقُ
///
تَارِيخُ أُمَّتِنَا لِلشِّعْرِ مَفْخَرَةٌ
شَوْقٌ وَحُبٌّ كَسَهْمِ الْغُرِّ يَخْتَرِقُ
///
لاَ فُضَّ فُوهٌ بِمِسْكِ الدُّرِّ دُونَهُمَا
نُورُ الْهِدَايَةِ مِنْهَا الْحَقُّ يَنْطَلِقُ