{نداء للعرب}
مصطفى علي عمار | القاهرة
عرب..
عرب..
عرب..
دائماً هذه الكلمة تسبق كلّ عمل نبيل إِذ على مقدار نُبله تؤكده كلمة عرب.
هكذا من غيرِ علّةٍ أَو تفرقةٍ بين ملّة او طائفة.
وكأَنّ لها حضن ضمت به كلّ الصفات الحميدة و الجميلة ولِأَنّ طبائعها الأَصالة والنخوة..
فلماذا جعلتموها
أَيّها العرب كلمةً غريبةً ضعيفة؟!.
تفرّقتم، تباعدتم، تناثرتم.. والعدوّ يتربّص بكم كيدا وقلوبكم تزداد يوماً بعد يوم غلّاً و حقداً..
أَلا ليته للعدوِّ..
إِنّما تضمرونه لِبعضكم البعض!. بالأَمسِ البعيد ظلّت فلسطين تنتهك أَمامَ أَعينكم..
وبالقريبِ غزا العراق الكويت وياليته فارساً ذو سيف مسلول لاستردادِ حقّه
بل مُتخطياً حقوق الأُخوّة والجّوار!.
وكأَنّه كُتِبَ عليكم أَنْ يخرج من بينكم من يشمّت حُسّادكم ويفرّق شملكم..
فكانت الواقعة بسيفٍ غريبٍ سال دمُ العراق على أَرضِ أَخيه ليخرج وعيناه تحصيان الرّمال..
تاركاً خلفه طريقاً أسوداً رسمته دماء الأَشقّاء..
وفي مساءِ اليوم التّالي وطأَتْ أَقدام الطغاة العراق منتهكين كلّ الحقوق على
مرأى العالم و مسمعهِ ؛ ليعلنوا مع بزوغِ الفجر المقدّس نحر أَخيكم..
و يقدّمونه أُضحيةً في عيدِ الأضحى.
أَمامَ عجز كافّة العرب..
وفي الظّهيرة قبلَ الآذان عمَّتْ خناجر باردة طعنت ظهور الأَطفال والنّساء والشّيوخ في غزّة..
وبعدَ الآذان..
جالَ سيفُ الغدر يحصدُ أَرواحاً بريئةً..
و ما زالت دماء العرب تنهمر.. كلّ هذا وأَنظاركم مُغشاة لاترى شيئاً..
تلتفت بلا حميّةٍ..
أَنسيتُم..
أم تناسيتُم عمداً؟!.
أَمة الله التّي صاحتْ عندما امتدّت إليها يدٌ خسيسة لتهتك عرضها ؛ ولم تجد
من يُنجدها:
وا معتصماه
وا إسلاماه
حينها وربُّ الكعبة بسرعةِ البرق كان أَعظم الفرسان ملبياً
و معه كلّ فرسان العرب الأشاوس..
هبّوا لنُصرتها بقلبٍ واحد..
أَين اختفت تلك الحميّة الثّائرة؟!.
أَين أنتم من العُروبةِ يا عرب؟! .
هل هي غافلة أَم أَضعتموها
يا عرب؟!.
أم أَنّ أَجدادنا قد رحلوا وطُوِيَتْ برحيلهم النّخوة
و الشهامة..
و تبدّدت الشجاعة؟.
علمتمونا أَنّ الاتحاد
قوّة، والتفرقة ضعفاً، وأَنَّ الأَفعال أَقوى تأثيراً من الأَقوال..
فلِمَ تدعون القُدوة تهتزّ أَمامنا؟!
أَتبحِر السّفينة بددون ربّان؟!. أَم أَنّه في غفلةٍ..
بينما السّفينة تنتظر قيادته الحكيمة..
فلماذا لا تتصافى القلوب وتتحدّ الأَيادى لنطوي
صفحات التفرّق و الاختلافات و نفتح صفحةً بيضاءَ خالية مِن أَي سواد تحت رايةٍ
واحدةٍ..
و تكون سبيلاً للنّجاة ورفع الرّؤوس قبلَ فواتِ الأَوان..
ونتفادى أَنْ يسجل التّاريخ بين صفحاته أَنه ذاتَ يومٍ اختفت مبادئ العرب وأَصبحت تُراثا غريباً على يدِ أعداءٍ فرّقوا الشّمل العربي لأَنهم لم ينزعوا مِن صُدورهم الأَنانيّة والبغضاء اتجاه بعضهم البعض..
ونسوا أَمانتهم كعرب.